صمت القوافي

صمتا يندر بعاصفة بين الغزال والجدة يخترقه قهقهات ربيع عارضا نكته التي تسرق الضحكة من الشفاه غصبا وعلي حين غرة القت الجدة كتابها جانبا و نهضت تاركة الغزال لصمته تبعتها الغزال بعد ان القت نحية المساء علي من كان لازال من العائلة شاهرا سيف السهر وصعدت الدرج الي غرفتها وضعت راسها علي مخدتها تحلم بقليل من نوم يبعدها عن شرودها في دروب حزن هو اخر ماتبقي لها تغمرها التنهدات ترهقها عابرة بها الي انين الشوق عبر خطوات مختنقة العبرات معوسجة لعذرية قلبها المتماوج بصمت يحتضنها

ابتسمت ابتسامة رقيقة كملامحها ممزوجة بحزن يلفها بدراعية يتبعها كظلها لحراس البوابه وهي تساله عن حال ابنائه الصغار شكرا لك انهم بكل الرسائل يسألون عنك اومات براسها وهي تتابع سيرها الي طرقات الحي الذي تقطنه مند نعومة اظافرها وعبرت شارعا ينبعث منه شذي الريحان والياسمين النائم بدلال علي الشرفات والابواب متساقطا بغنج علي جوانب الطرقات يكتنفه صمت كصمتها لايقطعه الانباح بعض كلاب الحراسة لتلك البيوت المسيجة استمرت في المسير وهي تشعر بحنين لشمس الروابي وجبال وطنها واطفال القبيلة فجأة توقفت علي صوت التفت اليه بسرعة وهي تبتسم وترد التحية علي السيدة ماريا جارتهم التي تعبش وحيدة مع ذكريات زمن غاب وتركها للتنهدات والعوسجة تنخر اضلعها وكيف انساك صافحتها الغزال الشارد انها الطبيبة التي اشرفت علي ولادتها اني انتطرك هذا المساء اعتذرت الغزال الشارد منها متعللة بانها لم تكمل بعض الاعمال وغدا بأذن الله سااكون عندك وودعدتها علي امل اللقاء غدا وواصلت المسير الي اخر الحي علها تدفن همومهاا لمتراكمة علي شرايين اوتارقلبها عازفة في صمت لاتمله روحها ولنا لقاء ان شاء الله

لايفيقها من شرودها الذي يرحل بها بعيدا عبر درب الشمس التي تأخدها الس مساربا لايدخلها سواها الا صوت بوق سيارة تنبه عقلها انها تسير في وسط الطريق الذي كان خالي من الناس بسبب عطلة الاحد التفت لصوت عمها وهو يدعوها لان تركب وترك مسير الاقدام الذي تعشقه مند طفولتها ماذا اشتري لك وضعت يديها في تشابك كأنها تريد اعلان حرب معه لتخبره انها لم تعد طفلة ابتسم عمها وهو ينزل قبلها من السيارة انت طفلة هذا البيت وستبقين بعيوننا طفلتنا المدللة ودخل وجرت هي قدماها وراه تخفي قطرات دمعا تذكرها بانها مثل كلمات ذاك الاب الذي رحل بدون انذار مسبق ولم يعلن كعادته عن سفره الذي اخده هذه المرة بعيدا وراء النجوم اسرعت كي لاتراها الجدة لكن هيهات فالجدة كاالاستخبارات تشعر بك بلمح البصر وحتي تخفي دمعها جدتي قابلت السيدة ماريا وهي تدعوني غدا لزيارتها هل اذهب ؟ ولكن لاتتاخري لقد اهملت دراستك وامامك مشوار طويل لاعليك قالتها الغزال وهي تسرع الخطي الي غرفتها كي تهرب من الجدة وعوسجتها باأسئلتها التي لاتنتهي وعند الساعة 11 عشر من صباح اليوم التالي طرقت الغزال باب السيدة ماريا التي تحافظ علي الدقة في المواعيد استقبلتها مرحبة بها تسألها عن طرابلس واحوال الطقس واحوالهاردت بخير طرابلس ترسل لك التحايا ابتسمت السدة ماريا وهي تقدم شاي النعاع للغزال وبعد حدبث عن روما والعيادة رافقتها لمكتبها ابتسمت الغزال وهي تري صور احفاد السيدة ماريا التي تبلغ من العمر 70سنة ولازالت كأنها في 30 من عمرها ابنها الوحيد لايزورها الا بالعام مرة بسبب سكنه البعيد بسدني ومع هذا دائما تجد له اعذارا ليت كل الامهات مثلها لازالت تخرج كل صباحا لتسير مسافة ساعة كاملة ولاتأكل الا ما كان من نبات الارض الغير محجوزا بالصوبات مثل مانفعل نحن ورغم انها طبيبة نساء الا انها ملمة بااشياء كثيرة في الادب والتاريخ والقانون اين منها جارتنا التي ما ان تقاعدت حتي انطفأ قنديل عمرها ودفنته تحت غطاء وكومة ادوية بجانبها وعينان مبلحقلتان في الخارج والداخل وكأن عمرها انتهي وبعد تحيتها ودعوتها لرد الزيارة رجعت الغزال الي بيتها وهي تقارن بين هذه السيدة التي تقارب السبعون من العمر وبين نساء العائلة في طرابلس وابتسمت وهي تقفل الباب من وراها علي امل غدا جديد تخبركم فيه عن قوافي ص متها التي لاتنتهي

افاقت علي صوت المطر يهمس لها عبر نافدتها افيقي ياصغيرتي احمل لك تحايا الروابي وتلك البوداي عند جبل ووداي اوصتني ان اضع علي شعرك اكليل من رياحين وزنبق فتحت الغزال عيناها وهي تبتسم للمطر فرحه بقدومه لعله يغسل احزان قوافي قلبها اغمضت عيناها علي معزوفة يسمعها اياها المطربترانيم تعشقها روجها اخدتها بعيدا لأصدقائها اطفال القبيله وابتسامة السيده الكبيره وحنان لبابه و عوسجات سيد القبيله وجبروت صوته وشموخ وقفته وعزة نفسه دائما يأتيها صوتا يوششها عن سيد القبيلة ومحاربته جهل الكاهنه والاطفال وهم يسيرون بخطي ثابتة نحو درب الشمس ولبابه والاخريات وهن يرفضن ظلم قوانين الرايات المهزومه والكاهنه تغيب في المجهول لأنها وهما سرعان مايزول كسحابة دخان وتنهدت الغزال وهي تلقي بغطائها جانبا وتبتسم لترانيم المطر ولتلك الروابي المتداخله بنسيج شراينها

كان المطر لازال ينشر رذاده علي الشوراع والبيوت خرجت الغزال في لحظة عناق فريدة بين ابجديات الطبيعه وتصاميم البشر كم رائع رؤية المباني وهي تعانق حضن السماء واوراق الاشجار تذوب في امتزاج بديع مع لون السماء ونسيم الشتاء يداعب قلوب الناس تاركا وراءه سكينه ناسكا متعبد تأملت الوجوه وانا ارافق جدتي الخيزران كنت استرق النظر الي وجوه بعضها تختزن انفعالاتها بااسلوب تعايشت معه واخري تلهت كلهات حصان ينفت نيران تنفسه في وجوه المعترضين تحرره كنت كمن يسبر اغوار حقيقة تلك الوجوه التي تخطو بفعل ذبدبات تترابط مع الاجساد كأنها حلقات من سلسلة مترابطه هيا تعالي وكفاك شرودا ياغزالي نبهتني الي انه وصلنا المكان وبعد ان خرجنا لفت نظري شابا يقوم بجمع قمامة الطرقات كان يكلم رفيقه بلكنه مغاربية لما يقومون بهذه المهن هنا ولايقومون بها في بلدانهم كنت علي وشك ان اصرخ في وجهه ولكن جدتي جدبتني من يدي ناهرة لي لست وصية علي الناس هم احرار لم استطيع اعلان ثورتي لأزدحام الطريق كنت اتبعهم بنظري وانا اري فيهم وطني الكبيرحتي فرق بيننا الزحام

رائع

لم تفق بعد من علقم الرحيل الذي نقش علي اوتار قلبها المنهك بالفراغ والحزن الذي يطلق جناحيه بدمع ترشفه بصمت يأخدهاالي افق بعيد لم يلجه سواها يحدث شغبا تعشقه اهدابها

جلست وراء مكتبها لعلها تنفض عن قلبها علقم رحليها منصته لعزف المطر علي نافدتها محاولا بدوره رسم همسات امام عينيها مضمدا جروح قلبها ساكبا عبيرا في اعماقها تمسك القلم لتتسلق النجوم وتغربل عوسجا سد دربها ولفه بهموم تصحبها في زوايا عتمةالليالي المنهكه بالألم تشعل بخورا في باحة معبد روحها لترتل طقوس عشق في محراب تجاعيد براءة نبض حروفها

أقف عاجزاً و لا أستطيع أن أرد فلهذه الكلمات عبق خاص و سحر مميز يسطو بعبارته المنمقة ببلاغة البلاغة و روح الكلمة المنتقاة...راآآآآآآآآآآآآآآآآئع

اغمض عيناي علي تقاسيم وجهه التي تعبر بي الي مدن الزنبق مدن بححم الفرح الذي ترسله نبضات قلبه احاول عبر مداد قلمي زخرفة اسمه فوق اوتار شرايني اتذكر وهج كلماته التي تعكس كل سنواته العجاف التي القي بها امام اهدابي افيق من شرودي في دفتر غيابه اقلب صفحات صمتي امارس الهروب الي نافدتي اطلق جناح افكاري الي مسارب الرحيل اليك محملة بقناديل الحنين

تتعانق ذرات المطر مع اوراق الشجر تغسل عنها جنون الطبيعه اتابعها بنظراتي عبر نافدتي من ساعات الفجر الاولي تشد ني من قناديل قلبي المتوهجه من قمر المساء لنمارس شغب شقي في فضاء احلام منهكة عاصية علي بقايا جسور علقم الرحيل من جنبات وجه الشمس افيق من شرودي علي طرقات جدتي علي بابي قادمه جدتي افتح الباب واقفز درجات الدرج لأنظم لهم اختار هذه المره كرسي جانب الموقد الحجري اتأمل مجسم لحصان اسود رافعا قوائمه الي العلا ابتسم وانا اتخيل اني سافرت معه لمدن عذبة تقاسمت معها يوما فرح مؤقت وغفونا في جنباتها الفياضه بالعشق المنسوج بحكايا اساطير الغياب

صمت القوافي وانا اعمل وياك ايه بقول بإنسأ وبنساك ليه انتظروني في جديد صمت

اقلب صفحات افكاري ابحث عن همسات حلم تطير بي عبر افق يدخلني تعاريج استلقي علي جنباتها امارس فيها طقوس شغبي واتخيل ااني افترش سحب تسافر بي الي مدن ملونه اغتسل فيها من بقايا الم يفترش قلبي يلتهم شرايني اغمض عيناي ااتوسد قناديل النسيان واسبح في متاهات دخان من بقايا رماد افكاري

الغزال الشارد كتب ماجاد به عليه قلمه الساعه 11و46 مش 12 و46 انا ماتفتش عليا حاجه ياريت محرر الموقع ايشرف عندنا في المنتدي بدل الموقع اللي اكيد حقه ضايع فيه ويبقي معانا واحنا نقوله عاوزين الكاتب ده اينزله ومش ده ايشيله وينعمله رئيسنا ونقول لغيره ارحل مش عاوزينك ههههه

متابع لكم دائما ... بصمت.

من بين تراكمات حزن عمد ماكان ذات يوم اسمه قلب ينشر عبق اريجه عبر مساربا لاتنتهي في مدن لاتنتهي جلس الغزال شارجا بخياله الذي صار اخر قلاع مملكته يعالب دمعا يأبى ان ان يعوسج عيناه ويأخده علي مركب من علقم غصت به روحه عابرا به الي ماراء الافق ليستقبله طائر النورس يأخده علي اجنحته الي مكان عشقه ذات يوم في غفلة من زمن المحيطين به فتح عيناه علي صوت النورس يعلمه انه وصل الي روابي اسره الحنين دوما اليها وما ان وضعت قدماها علي بساط تلك الروابي حتي غاصت بحضنها تاركه لدمعها السريان عبر تعرجات صمت القوافي تسقيها بعوسج انين كبت بقلبها

اشعر بالكلمات يخص بها حلق قلمي رافضة الانطلاق عبر سردايب لايعرفها سواي تركل جنبات شرايني كطفل يركل بطن امه اه ايتها القوافي كم سيطول صمتك المنسوج بعوسج ممتد علي صحراء قلبي

اجلس اوزع نظري بين قلمي والدفتر ابحث عن نبض مداد روحي مسافرة عبر دروب الحروف تمتطي ورق معوسجا بحنيين الي مسارب القبيلة اخاف الولوج الي مضاربها فالكاهنة لازالت شاهرة سيف جهلها وغبائها الذي يشمئز منه عقلي قبل قلبي اقفز قفز غزال كي اتوراي عن انظار القناصيين الذين قد يجدون في جسدي مغنما لهم اسرع الخطي وقلبي يكاد يقع بين رماح يدي

---

فجاة اسمع صوتا يناديني توقفي التفت لاري ليت يجري نحوي يسابق الريح والزمن اخده في حظني وكأني احتظن الجبال اين البقية انهم هناك في القبيلة تعالي لاتخافي واقفز معه كما كنا سابقا اقترب من مضاربهم يفاجني ليت بصوته وهنا ينادي معلنا حظوري في القبيلة وظهوري تخرج السيدة الكبيرة متكئة علي عصا لم اعهدها تتكي عليها سابقا اهرع اليها جدتي عدت لااراك اشتقت اليك تراجعت قليلا وانا اقول لها قد اكل الزمن في غيابي عليك وشرب واراك قد هرمت هل من غيبة الغزال الذي اشعر انك اليه اشتقتي ضحكت وهي تقول لي لازال لسانك سليطا يابنت الذين للقبيلة معادينا ونافريين وضعت راسي قي حضنها وانا اشتم عبق القبيلة والبدو والجبال من ظفائر شعرها التي لازالت تعبق بالياسمين ودخلت في اغفاءة كأني لم انم مند دهور وتجاهلت من كان قربها من الحضور وللقبيلة وسمر الغزال فيها حديث وبقية ان شاء رب البرية

ادخل شرنقة صمتي من جديد لعلي انسج خيوطا تأخدني الي دروب بعيدة عن سياط لسانها الذي بات يعوسج قلبي ويدمي عيناي مطرا متساقط من شرايين متنافره تدخل بي زمن حكايات خرافية امتطيها هاربة عبر مسافات من طرق ترسلني الي مدن الزنبق النائمة بحضن السنونو

لقد اعجبتني هذه القصة كثيرا ولكن كيف ايها الغزال الشارد تترك حياة القصور لتعيش في بيوت من خيش حقا انك قلم ذهبي ........ اكتبي ولا تلتفتي لاحد .....