التقينا بالأستاذ الدكتور عبد الفتاح زايد العوامي –مدير عام مستشفى الجماهيرية ليحدثنا عنه باستفاضة .
إن جهاز البي – سي – أر PCR لا يوجد في المنطقة الشرقية إلا في مستشفى الجماهيرية مستشفى الأمراض السارية ويعتبر الجهاز حديثا جدا ويحتاج لفنيين مختصين وأيضا مواد التشغيل للتحليل التي يقوم الجهاز عليها وهي غالية الثمن ففي السابق كان تحليل ال PCR لا يتم إلا في طرابلس وألمانيا وكانت كلفته مرتفعة حيث إن القيمة من 180 – 250 ديناراً يتحملها المواطن .
- ما هو نوع التحاليل التي تجرى من خلال هذا الجهاز؟
تعتبر تحاليل تأكيدية للفيروسات والبكتيريا مثل:-
- التهاب الكبد الوبائي "ب".
- التهاب الكبد الوبائي "ج"
- فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
سأعطيك مثالاً تحليل الكبد الوبائي "ب" أو التهاب الكبد الوبائي وهناك تحليل لهذه الأنواع نسميه "الايزا" وهذا التحليل يظهر المادة التي ينتجها الفيروس وليس نوع الفيروس،وأيضا يوضح المواد المضادة للفيروس نسميها "انتجن" ولكن PCR يوضح نوع الفيروس نفسه وهو مهم جدا فهو يعطي عدد وكمية الفيروسات في الدم لأننا بحاجة له للمساعدة في التشخيص والعلاج من الممكن تحليل الأيلايزا أو الدبر "أنواع تحاليل" يعطي نتيجة أن الشخص يعاني من التهاب الكبد الوبائي ولكن لكي نتأكد قبل العلاج فإننا نقوم بتحليل جهازPCR وهناك دول أخرى وجدت أن هناك بعض الأدوية تعطي نتائج خاطئة فمثلا %5 من التحاليل من المحتمل أن يكون موجباً ولا يظهر في نتيجة التحليل، ويمكن أن يكون سالباً ولم يظهر في نتيجة التحاليل فمثلا "البلهارسيا" في جمهورية مصر تعطي نتائج موجبة ومن الممكن ألا يوجد لدى المريض "الهبتايزس" أفضل شيء نقوم به تحليل PCR. وإن تحليلPCR لا يعتبر تحليلاً عادياً للدم أو السكري أو البول، ولكنه تحليل دقيق ويجب أن يكون عن طريق استشاري في أمراض الكبد أو الفيروسات أو الإيدز بمعنى له خبرة في هذا المجال.
-باعتباره تحليلاً دقيقاً متى يطلب من الشخص إجراؤه؟
يجرى هذا النوع من التحاليل عند إجراء الشهادة الصحية للعمالة الوافدة في المعمل المرجعي للتأكيد على تحاليل قاموا بها وظهرت نتيجة التحاليل موجبة نتأكد منها بتحليل PCR وإذا ظهرت النتيجة موجبة فهذا يعني أنها مؤكدة ولا نقاش فيها، كي لا نظلم الشخص ويستعمل للمرضى الذين يخضعون للعلاج من الأمراض آنفة الذكر "التهاب الكبد البائي والجيمي والإيدز" ومعرفة مدى تأثير العلاج عليهم بمعنى معرفة نسبة الفيروس في الدم، قلّت أم لا ، بمعنى أن علاجنا إيجابي أم يستحق لتزويد الجرعة؟.
-هذا يعني أنه يستخدم للتشخيص ومعرفة مدى تأثير العلاج؟
أجل في التشخيص وتأثير العلاج وأيضا يحدد لنا متى نتوقف عن العلاج فنحن نستعمل أدوية مكلفة سواء للمرضى المصابين بنقص المناعة أو التهاب الكبد الوبائي بأنواعه فحقنة " الانتفيرون" تكلفنا من 600 إلى 200 دولار للحقنة الواحدة شهريا فلذلك يجب أن نتابع المرضى ب PCR.
- متى توفر الجهاز بالمستشفى؟
حين توليت إدارة المستشفى في عام 2006ف حاولنا توفير جهاز PCR عن طريق شركة ألمانية "دوش" واتفقنا معها على أن تورد لنا الجهاز وأيضا بمقابل مواد التشغيل سنويا واتفقنا معها على عدة أجهزة أخرى منها بعد 3 سنوات وأخرى بعد 5 سنوات وبعدها يكون الجهاز من ملكية المستشفى بمعنى نأخذ منهم مواد التشغيل ومن ثم يصبح من ملكيتنا. - هل هذا بمثابة إيجار لفترة محدودة؟ كلا لا نسميه إيجارا بل نحن نقوم بشراء الجهاز ونشتري مثلا مواد تشغيل بقيمة 80 ألف دينار سواء استعملنا الجهاز أم لم نستعمله يحاسبوننا على القيمة 80 ألفا ومن ثم بعد 3 سنوات يصبح ملكيتنا وفي كلا الحالتين هم الرابحون لأن مواد التشغيل غير متوفرة إلا عندهم، ويضيف أن الجهاز يكون موجودا في غرفة درجتها معينة وتكون معقمة.
- هل الفنيون القائمون على الجهاز مدربون على اعتبار أنه حديث؟
الفني القائم مدرب تدريبا جيدا من قبل الشركة وهو ذو كفاءة عالية ولكن مواد التشغيل لا نقدر أن نتوسع فيها فاتفقنا مع قسم العزل ،كم عدد التحاليل التي يحتاجونها كمتابعة وتشخيص؟ وقاموا بإخطارنا أنهم بحاجة إلى 200 تحليل شهريا وهذه التحاليل تقسم إلى C.B ونقص المناعة والمعمل المرجعي أيضا يحتاج على الأقل ل 100 حالة لكي يؤكد الشهادات الصحية فإذا قلنا إن في أقل الأحوال التحليل يكلفنا مواد تشغيل 100 دينار شهريا لكل تحليل يعني 300 تحليل 100 يحتاج إلى 30 ألفاً في مواد للتشغيل شهريا ما يقارب نصف مليون دينار سنويا لو كنا نريد إعطاءه 200 تحليل للأمراض السارية و 100 للمعمل المرجعي هذه التحاليل تقع على عاتق ميزانية المستشفى ففي عام 2007 قمنا بإجراء مليون وخمس مئة ألف تحليل للمستشفى ككل فنحن لدينا معملان معمل داخلي ومرجعي والمرجعي يشمل المنطقة الشرقية بأكملها فلكي يتأكدوا من تحليل معين يشتبهون فيه يقومون بالتأكيد من النتيجة من خلال المعمل المرجعي وهو مسؤول عن الشهادات الصحية وتحاليل الزواج ويضرب الدكتور زايد مثالا (العرس الجماعي) حيث أجرى ما يقاربه 150 تحليلا ويضيف بغض النظر عن تحليل الوافدين بالمنطقة الشرقية بأكملها العمل المرجعي عام 2007 قام بإجراء نصف مليون تحليل سواء للأجانب أو تأكيدي أما المعمل الداخلي وهو يشمل المستشفى ككل فالمستشفى كبير وفيه إقامة متعددة نساء وولادة حديثي الولادة وأمراض باطنة وجلدية وعناية وأمراض سارية والحميات لا يوجد إلا هنا في بنغازي. نتيجة لكل ذلك يجب أن تكون هناك سياسة من قبل المستشفى لتوظيف الميزانية التي تمنح في أمانة الصحة فلو كانت أكثر نتوسع أكثر ولكن التحليل لايجرى إلا لفئة معينة وحتى في الأمراض السارية لا يجرى إلا للنزلاء المقيمين.
وعن إن كان هناك اتفاقية بين المستشفى والمستشفيات الأخرى يقول:-
اتفقنا مع مستشفيات أخرى وأعلمناهم ما هي إحصائية التحاليل التي يحتاج لها المستشفى خاصة الكلى؟ نظرا لأن هناك غسيل كلى دون أي مقابل سواء الكهرباء أو للقائمين على التحاليل أو للجهاز.
ولكن هناك شرط وهو أن يقوموا بتوفر مثلا 50 عينة نقوم بإجراء 50 تحليلاً وهكذا قمنا بتعميمها على جميع المستشفيات نظرا لأن معظم المستشفيات لها ميزانية مخصصة في اللجنة الشعبية العامة تسمى تطوير المستشفيات أو الإمداد الطبي ولكن لا يستطيع أن يأتي أي مريض في أي مستشفى دون ضبط فهنا ماذا استفدنا؟ بل نحن الخاسرون لأنه سيحسب من ميزانية المستشفى والتحاليل يتم تجميعها لأننا نريد تشغيل الجهاز وهو يقوم بقراءة ل 20 عينة ولا يوجد أي تدخل من قبل الفني والجهاز بقراءة الخلايا وأنواعها ولدينا عيادة كبد تقوم بمتابعة حالات الكبد بالمنطقة الشرقية بالكامل وأيضا عيادة نقص المناعة المكتسبة والعيادات الخاصة بعد تحاليل وظائف الكبد والسكر وتقوم بتحليل "الايزا" تحليلاً عادياً غير مكلف وإذا كان التحليل سلبيا والمؤشرات تدل على ذلك لسنا بحاجة إلى تحليل PCR ولكن إذا كان التحليل سلبياً ووظائف الكبد ملتهبة يؤكد ب PCR وهذا النوع من التحاليل لايقوم بطلبه أي طبيب بل طبيب مختص يقوم بطلبه حتى في الدول الأخرى كأمريكا وبريطانيا لا يقوم بطلبه إلا طبيب مختص ونحن نعاني من مشكلة الوساطة في التحاليل فهذا تصرف خاطئ من المفترض أن يكون هناك مجتمع.
- متى قامت المستشفى بتوفير الجهاز؟
تقريبا في بداية 2007 فنحن هنا في المستشفى وجدنا أن هناك أجهزة كثيرة قمنا بالاتفاق مع شركة "روش" الألمانية وشركة "أبوت" الأمريكية ولها وكيل في مدينة طرابلس على أساس أننا نريد أجهزة وأن يقوموا بتشغيل الأجهزة الموجودة بالمستشفى لأننا وجدنا الأجهزة الموجودة في المعمل ويعني لا نستطيع أن نضع بها عينة لمواصلة التشغيل إلا للشركة فلا يوجد نظام مفتوح يسمح لنا بجلب أي نوع صيني أو برتغالي فقلنا بما أن أنظمتها مقفلة وتعتبر الشركات من أفضل الشركات فاتفقنا معهم بتقييم المعمل وأحصوا النواقص وجلبوا ما يقارب 7 أجهزة مقابل مواد تشغيل ومن ثم الأجهزة تصبح ملكنا. - عفوا أود أن توضح لنا ما هي مواد التشغيل كي توضح الصورة للقارئ؟ على سبيل المثال مواد التشغيل لجهاز الPCR وهي المادة التي تشغله وهي المسؤولة عن التحليل نقوم بشرائها من الشركة فمثلا الجهاز المسؤول عن الهرمونات فهم يجلبون لنا طلبية الهرمونات ففي العالم بأكمله لم يعد هناك أجهزة الأنظمة المفتوحة بمعنى أن نضع التحاليل كما نريد.
- هذا يعني نوعاً من الاحتكار!
أجل فهذا احتكار شركات فلا نستطيع أن نستخدم محلولاً للجهاز من شركة أخرى بل من نفس الشركة،ولكن هناك ميزة أن الشركات تقوم بتوفير جميع الاحتياطات وهم المسؤولون عن صيانته وتشغيله إلا في حالات عدم تقيدنا بشروط التشغيل فهناك بعض الأجهزة من خلال اتفاقنا معهم أن يركب لهم جهاز "يواسربي" gsp بمثابة شحن مؤقت في حالة إذا انقطعت الكهرباء يضمن عمل الأجهزة لأكثر من نصف ساعة وهناك فائدة حيث لو كان هناك 20 عينة داخل الجهاز لا تفسد وجميع أجهزة المستشفى يوضع لها أجهزة مماثلة بالإضافة إلى الفائدة في المعامل ضمن الدم لا يتجلط داخل الأنابيب دقيقة فلو تجلط الدم يفسد الجهاز وهم المسؤولون عن الصيانة والقائمون على جلب مواد التشغيل حتى لو أي جهة تدخلت لجلب مواد التشغيل في أي دولة أخرى فمعنى هذا أني ارتكبت خطأ في بنود العقد. - ألا يوجد خطورة على القائمين بهذا النوع من التحاليل؟
-سؤال في محله لا يوجد خطورة والفني يكون مدرباً وحذراً وهناك درجة عالية من الأمان فالفني عبارة عن أنه يقوم بوضع العينات في الجهاز والجهاز هو المسؤول عن كل شيء ويعطينا طبعة" برفت أوت" هي عبارة عن صبغة الجهاز فيها اسم المريض واسم العينة والتاريخ والخلايا والنسب ولو كان هناك فيروس يعطيك نسبة الفيروس في الدم وهذه النتيجة هي التي يعتمدها الاختصاصي في علاجه.
- بعد تفصيل الدكتور زايد بتوضيح آلية الجهاز والذي ربما كانت غائبة من ذهن المواطن انتقلنا لفني المختبرات أحمد الفرجاني وهو قائم على جهازPCR – حيث قالأن طبيعة التحاليل التي نقوم بها من خلال جهاز PCR تعتبر تحاليل تأكيدية لالتهاب الوباء الكبدي والإيدز.
-هل أوضحت لنا باختصار آلية عمل الجهاز؟
- طبيعة العمل هي أن نقوم بتجميع العينات ونضعها في الصندوق ولا نقوم بفتحها فإذا انفتحت تفسد العينة، كما يستغرق مكوث العينة داخل الجهاز لإظهار النتيجة النهائية عدة ساعات فلو وضعتها في الصباح النتيجة تكون في العصر ولكل اختبار وقت معين والجهاز يخرج نتائج ونقوم بفرز كل واحدة على حدة، العينات التي تدخل للجهاز عينة شخص واحد أو عدة أشخاص عدة عينات 9 عينات وكل عينة لها نظام خاص بها.
- هل العينات الموضوعة في الجهاز يتم فصلها بمعنى الإيدز بمفرده والكبد الوبائي بمفرده؟ - بالطبع هذا مؤكد فلو اليوم كان العمل على إيدز نكتفي بها واليوم التالي التهاب الكبد الوبائي الكمي والنوعي فنحن نفصلها عن بعضها والجهاز دقيق.
- هل خضعت لدورة تدريبية لكي تؤهل لاستخدام الجهاز باعتباره حديثاً؟
- خضعت لدورة تدريبية في مصر وأخذنا الأساسيات واستفدنا كثيرا ونظرا لأننا خريجون لم نجد صعوبة في التعامل معه.
- هل شعرت بفرق بينه وبين الأجهزة الأخرى ؟
هناك فرق كبير فهو جهاز متطور وحديث ودقيق ونتائجه دقيقة جدا نأمل أن نكون قد وضحنا الصورة للمواطن ويعرف مدى أهمية مثل تلك الأجهزة.