العراشية بحر من الماء وسط بحر من الرمال بقلم / فتحي مصطفي النويصري
بلادنا مترامية الأطراف و تكاد الصحراء تغطي معظم أرجائها و من المعالم الموجودة في تلك الصحراء و بالتحديد في منطقة جغبوب بحيرة كبيرة جدا أسمها العراشية و يطلق عليها الأهالي هناك كلمة (بحر) نتيجة لمساحتها الشاسعة فهي تقع جنوب شرق الجغبوب بمسافة 45 كيلومتر و تبلغ مساحتها 850 هكتار و توجد بها أكثر من 12 جزيرة منها جزيرتان بها غابات و نظرا لبعد هذه البحيرة و وعرة الطريق للوصول إليها فانه نادرا ما يأتي زوار لزيارتها . وقلد قام الأستاذ محمد حسن الهنيد مدير جمعية الهيلع للدراسات العلمية و الميدانية بدرنة بزرع الكثير من الأسماك في تلك البحيرة كان ذلك عام 1997 ف و يحدثني الأستاذ محمد أنه و عندما حضر و معه مجموعة من أعضاء الجمعية عند غروب الشمس الي البحيرة فوجئوا بمجموعات كبيرة من الخفافيش التي نطلق عليها باللهجة العامية طير الليل تنطلق من الأشجار المحيطة بالبحيرة و هي ذات أحجام كحجم الحمامة.
و في يوم 4/7/2009 ف و بتكليف من الأستاذ محمد حسن الهنيد قام كل من الأخوين محمد بن ادريس و ادريس القطراني بالذهاب إلي بحيرة العراشية حيث تم اكتشاف وجود الألف من الأسماك و منها أسماك الكحلة – البوري – القراقوز – أبو كشاش كما توجد ثلاثة أنواع من القواقع البحرية تم زراعتها هي و مجموعة من الأعشاب البحرية على يد الأستاذ محمد حسن الهنيد.
ولقد قام الأخ محمد بن أدريس المدير التنفيذي للجمعية بالغوص و السياحة داخل مياه البحيرة و لقد ظل فيها مدة أكثر من أربع ساعات و لقد قال له المرافق و هو من الجغبوب ذهب برفقتهم و أرشادهم لمعرفة الطريق إليها أن الأخ محمد بن أدريس هو أول شخص يغوص في مياه البحيرة.
و لقد قام المدير التنفيذي للجمعية بالتقاط فيلم كامل للبحيرة إلا أنه و للأسف أحترق و سيحاول في زيارته القادمة التقاط فيلم آخر حتي يطلع كل من لم يشاهد تلك البحيرة على الصور الملتقطة.
إن هذا المعلم شيء عظيم لابد من الاهتمام به و توفير الإمكانيات المختلفة بإقامة فندق لإقامة السواح سواء من الداخل أو الخارج و إقامة طريق ممهد يوصل إلي البحيرة لأن الوصول إليها الآن لا يتم إلا بشق الأنفس فالطريق وعرة جدا و شاقة و الوسيلة المستعملة في ذلك هي سيارات صحراوية مخصصة لذلك الغرض.
كما يجب توفير الزوارق لنقل السواح لزيارة الجزر المنتشرة في تلك البحيرة و السماح لمن يريد السباحة أو الغوص بذلك و حتي يحظوا بأكل وجبات شهية من الأسماك علي مختلف أصنافها و أنواعها و التي حرمنا نحن من أكلها و أن وجدت فهي بأسعار غالية و غير متوفرة باستمرار.
و لذلك فإن بحيرة العراشية و لنقل بحر العراشية فهو يشكل معلما جميلا رائعا و جذابا وسط الصحراء و حبذا لو تم إنشاء مطار لاستقبال الطائرات حتى يستطيع السائح الوصول الى تلك البحيرة بيسر و سهولة بدلا من قطع الطريق البري الي تلك البحيرة بيسر و سهولة بدلا من قطع الطريق البري الذي يبلغ 500 كيلو متر من مدينة درنة إلي هناك.