بحيرات الجغبوب ( العراشية .. الملفا .. الشهيبات )

بحيرات وأسماك وسط صحرائنا

وطني الجميل ... كم أنت رائع ..... وطنى قد تهون الأرض بأكملها ولا يهون منك شبرا ولا موضعا ... وطنى أنت كما أنت .. أنت كما عشت بأفئدة الأجداد إبان العوز والحاجة ... أرى صحرائك جنات وجنان .... وجبالك عزة وشموخ ... ومياهك أمن أمان ... وسمائك حب وحنان ..... وأرضك بسط وسجاد ... وطني أراك دون بلاد الدنيا و إن سملت عيناي.... أسمع حفيف ريحك عبر صممي ... وأشتم رائحة أحرفك الخمسة بغير أنفى ... لامك ( ليس لحبك حدود ) ..... وياؤك ( يبكيك المغترب من الحنين ) ..... وباؤك ( بربي أنك تجرى بالعروق ) وياؤك الثانية تغني عن النسيان....وألفك ( الله يحفظك من كل سوء ) متيم بك وطني ... فالله أدعو أن تهنأ وكفاك كيد الكائدين .



صوب بحيرة العراشية

متابعة لنشاطاتها عزمت جمعية الهيلع على رحلة لبحيرات الجغبوب ومتابعة الاسماك التى تم نقلها من شواطىء مدينة درنه وزراعتها ببحيرات الجغبوب ، تأجلت الرحلة مرة ومرتين وثلاث لعدم توفر وسيلة المواصلات وتأخر الدعم المادى الذى وعدنا به لم أكن من ضمن فريق جمعية الهيلع لكننى كنت مرافقا اعلاميا لتلك الرحلة التى رأيت من خلالها سحر طبيعة بلادنا ومناظر حسبتها بأرض الله البعيدة ، غادرنا مقر الجمعية على تمام الساعة السادسة صباحا وتناولنا وجبة الافطار بمدينة طبرق وسلكنا طريقا صحراويا موحشا يربط طبرق بواحة الجغبوب ( 289كلم ) جنوبا ، وفى الجغبوب كان أهل الواحة فى استقبالنا بضيافتهم التى لا سقف لها وبشاشتهم التى تمحو عنك معاناة الطريق ووعثاء السفر ، وعلى رأسهم الاخ امر منطقة الجغبوب الذى وفر لنا كافة سبل الراحة وامدنا بوسائل مواصلات تجمعها الالفة والصحبة ورمال الجغبوب الذهبية النقية وكان مقر اقامتنا أرقى من الممتاز ولربما استحق عددا من النجوم السبع او التسع ، فى ذات اليوم لم نقم بأى نشاط سوى تجوالنا بواحة الجغبوب فكان يوما جميلا نفضنا فيه عناء السفر الذى امتصته كياسة اهل الجغبوب بأصواتهم الخافته وأدبهم الجم وترحابهم الذى ما انفك عنا وكنا سببا فى بعض الحرج بين اهل الواحة وهم يتسابقون لضيافتنا ووفادتنا ، وفى اليوم الثانى للرحلة وعقب وجبة الافطار كانت تنتظرنا سيارتان صحراويتان وفرهما لنا امر المنطقة ركبناهما وبدتا تمخران عباب بحر الرمال العظيم وخط شروق الشمس يرسم لوحة ربانيه جعلتنا نسبح بعظمة الخالق منبهرين ، فى اتجاه بحيرة العرّاشيه وبمحاذاة ( شبردق ) غرسيانى كانت محاكاة الماضى واجترينا سيرة الافذاذ رفاق عمر المختار الذين حملوا المحتل الفاشى على عزلهم عن بقية العالم حتى يفتك بهم والجوع والمرض لكنه ما نال منهم ولم يزدهم الا اصرارا وتضحية فى سبيل الرمال والجبال والاحراش والمدن والقرى والنجوع فرحل الفاشى مدحورا مذموما لكنه انحنى وقبل يد الاحفاد وسط روما ، ولم تتركنا اسلاك غريتسيانى الا بقلعة العامرة وهى اخر نقطة تمركز للقوات الفاشيه تعقبا للمجاهدين الليبيين ، وقد عرفت فيما بعد سبب توقف الفاشى عن مد الاسلاك الشائكه واكتفائه بهذه النقطة حيث كانت طبيعة الارض التى بعدها تغنى عن الاسلاك بل وحتى عن الجند لطبيعتها القاسية تمثل المسافه بين الجغبوب وبحيرة العرّاشيه ثلاثين كيلو مترا قطعناها فى زمن قدره ساعة ونصف بسيارة صحراوية جد حديثه ، بعد ذالك لفنا الهول والذهول وقد لاحت لنا بحيرة العرّاشيه من على بعد ...



بحيرة أجاج مترامية الاطراف تستمد روعتها وجمالها من مغايرتها لتلك الطبيعه رمال وصحراء لاهبه تكاد تشتعل تربض بوسطها تلك البحيرة بمساحتها المتمثلة فى الثمانمائة وخمسين هكتارا تستقبلنا اسماك ( الكحله والقرقوز والبورى والبوكشاش وغيرها وبعض الاصداف البحريه ــ ربما فطرتها الصحراوية جعلتها تسبح بالقرب منا دون خوف ولا تخوف لكن ثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام وهى قلة أعداد الطيور البحرية التى رأيناها هناك ربما لشدة القيظ والوحشه وشدة ملوحة مياه البحيره ، تتوسط تلك البحيرة عدة جزر منها اثنان كبيرتان وقد بدت بهما بعض الشجيرات والنباتات الخضراء ، وقام فريق جمعية الهيلع بدراسة ومتابعة الاسماك المزروعه هناك وابدى الفريق ارتياحه واطمئنانه لتكاثر تلك الاسماك وطبيعتها الصحية السليمة و قد قمت والزميل محمد بن ادريس بالغطس داخل البحيرة صحبة احد المرافقين من واحة الجغبوب وشاهدنا مناظر ربما يحسدك عليها الصديق قبل العدو ، لم يجعلنا مضيفينا نقوم بأى شىء فكانت الوجبات تشكل خطا ( لوجستيا ) متواصل تحفها المرح والدعابة ، وبعد وجبة الغداء اتجهنا غربا حوالى ثمانية كيلومترات للالتفاف قليلا حول محيط البحيره والوصول لبحيرة الشهيبات وهناك وجدنا طيورا بحريه تعرف باسم ( نوحامه ) ومساحتها حوالى هكتارين وارتفاع المياه بها لا يتجاوز النصف متر تغذيها عدة عيون واللافت للنظر ان وجود نباتات ( الحجنه ) او القصبه وهى التى يستعملها اهل الصحراء مع جريد النخل فى سقف بيوتهم تلك النباتات تعد دلالة على وجود المياه الحلوه وقد شاهدناها بالفعل وهى كذلك ايضا ، وعلى تمام ساعة الغروب كانت العودة وكانت اكثر روعة واخذا من منظر الشروق ، نال التعب من الجميع فلم يكن من بد امامنا الا اللجوء لفراشنا والخلود للنوم رغم ما بالمعدة من الدسم الثقيل .





فى طريقنا لبحيرة الملفا.

يقال ربما صدفة خير من الف ميعاد ... صادف ذلك اليوم حملة شباب الجغبوب البيئيه لتنظيف بحيرة الملفا .. هى ايضا تبعد مسافة الثلاثين كيلومترا عن واحة الجغبوب لكن يتم الوصول اليها فى حوالى عشرين دقيقة لسهولة طريقها المعبد ومساحتها نصف مساحة العرّاشيه تقريبا ( 450هكتار ) وهى اكثر ملوحة من بحيرة العرّاشيه وبها القليل من الجزر لكن لك ان تلفها بناظرتيك لاستواء ارضها ووضوحها ، وهنا شارك اعضاء جمعية الهيلع شباب منطقة الجغبوب بعملهم الدؤوب وحيويتهم التى اجبرت فريق جمعية الهيلع على الا يكون مصورا ولا متفرجا ، يقول الزميل الغطاس محمد بن ادريس انه وبعد ان نزل للبحيرة شاهد بعض السلبيات التى تشكل خطرا على فكرة زراعة الاسماك بتلك البحيرة منها وجود بقايا لشباك الصيادين والذى اعتبره صيدا جائرا غير مقنن الامر الذى ادى لتناقص اعداد الاسماك عن زيارتهم السابقه وهنا ننوه للحفاظ على تلك الفكرة ومؤازرتها كون ان عملية الصيد نحسبها تزامنت و نمو اسماك البحيرة وتأقلمها وبئتها الجديدة ‘ وقد غطس كامل اعضاء فريق جمعية الهيلع والذى قرر ان يزود البحيرة بأعداد جديدة من الاسماك لتخوفهم من النقص الحاد الذى طرأ عليها مناشدا السادة المسؤولين بمنع الصيد اثناء فترة التأقلم والحضانه حفاظا على هذه الفكرة التى لم يكونوا يتوقعوا نجاحها لهذا الحد ولم يكتف الفريق بذلك وانما صعد للجبال المحيطة بالبحيره ومن اعلاها شاهدنا البحيرة بكاملها وقد شكلت لوحة فنيه يكون التوقف عن وصفها ابلغ لها .



نشكر جمعية الهيلع التي أتاحت لنا فرصة التجوال و الترحال و التعرف على طبيعية بلادنا الجميلة الخلابة.

أتقدم بالشكر للأستاذ الدمث مصطفى بوشيحة و الاخ ادريس القطرانى رجل المهمات الصعبة و الاخ محمد بن ادريس الرجل الطموح المثابر.

وهنا حري بنا ان نتوجه بدعواتنا خلال هذه الايام الطيبة المباركة لمؤسس الجمعية و عمودها الفقري استاذنا الشاب العجوز محمد الهنيد.

ماشاء الله ... بحيره في غاية الروعه ..
مشكور تقي على الصور الرائعه وعلى تغطية الاحداث والنشاطات المتنوعه ..
وبارك الله فيك ..
وكل عام وانتم بخير

تسلم يديك
بارك الله فيك

في البداية يسرني باسمي ونيابة عن أهل الجغبوب أن أتقدم إليك يا تقي الدين ببالغ الشكر والتقدير والاحترام لما قمت به من تغطية ممتازة لمنطقة الجغبوب فوتوغرافياً وكتابياً ولكن أستوقفني عنوان الموضوع في المنتدى ( العراشية .. الملفا .. الشهيبات ) ؟؟

فأنا أحد سكان الجغبوب وأعرف كل بحيراتها فلا توجد هناك بحيرة واحدة اسمها ( الشهيبات ) فهل هذه التسمية خطأ مطبعي أم ماذا ؟؟
هناك بحيرات كثيرة في الجغبوب منها على سبيل المثال بحيرة سيدي هلال، وقريه ، افريدغا وغيرها من البحيرات
فربما تم تظليلك في تسمية إحدى هذه البحيرات لوجود أحد إخواننا من قبيلة الشهيبات أثناء تواجدك فيها فأقول لك ليس هناك أي مكان في الجغبوب يرمز لقبيلة دون أخرى فهي أرض نزل بها مؤسس الجغبوب السيد محمد بن علي السنوسي عندما كانت صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا غذاء وإن كانت أي بحيرة أو أي منطقة فيها تتطلب تسمية معينة فالأولى أن تكون باسم هذا العالم الجليل أو حتى أحد أفراد عائلته ولكنهم لو كانوا بيننا الآن لما ارتضوا ذلك فليس لهم في هذه الدنيا إلا ما أمرهم به المولى عز وجل.
على كل حال كنت أتوقع منك وخاصة بعد قراءتي للمقال الرائع عن المنطقة أن تكون حريصاً في أخذ المعلومات عن الجغبوب من بعضها السكان المعروفين بخبرتهم في تاريخ الجغبوب منذ تأسيسها.

فهناك الكثير من سكان المنطقة بعد قرائته للمقال استغرب وتساءل عن هذه التسمية التي لا أصل لها ولا يدرون ما كان القصد من ورائها ؟ فأرجوا التصحيح فالبحيرات الثلاثة المعروفة في المنطقة هي ( الملفا - افريدغا - العراشية )

ختاماً .. كانت تغطيتك مميزة جداً وبارك الله فيك وفي جمعية الهيلع التي كان لها الدور الكبير في أن نتذوق طعم الأسماك في صحراء الجغبوب فجزاكم الله عنا كل خير وجعلكم الله ذخراً لهذا الوطن.[b]

الجغبوب ومأدراك مألجغبوب بيقولوا زمان الريس المؤمن السادات قال عنهاتابعه مصر ياخوفي