شهين المغربي عضو جديد
عدد المساهمات : 35 نقاط : 105 تاريخ التسجيل : 30/09/2009
| موضوع: الفقه في القرآن - لعلكم تتقون.... الأربعاء سبتمبر 30, 2009 7:59 pm | |
| <BLOCKQUOTE> الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد / فلسائل أن يقول : ما هي الحكمة من عبادة الصوم ؟ وسوف تكون الإجابة التي لا شك فيها : التقوى.
نعم إنها التقوى ... إنها التقوى ﴿ لعلكم تتقون ﴾ ، وهي الحكمة والغاية من العبادة ...
نعم .. أن يكون تركنا للمشارب والمآكل والشهوة إخلاصاً لله تعالى واتباعاً لأمره .. ، وحينها نشعر بأثر العبادة ، نشعر بأثرها علينا في أجسامنا ومجتمعنا وقلوبنا والدنيا بأسرها ..
ولذا أيها الأحبة يجب علينا أن نفتش في دواخل قلوبنا ونفوسنا ، وأن نخلص له تعالى في عملنا ...
نعم لنتأمل قوله _ صلى الله عليه وسلم _ : ( ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ) .. ( إيماناً واحتساباً ) .. إيماناً بالله تعالى وتصديقاً لنبيه _ صلى الله عليه وسلم _ وعملاً بما أمره الله به ، واحتساباً للأجر منه تعالى لا من غيره ..
فلم يصم لأجل أن الناس صاموا .. أو لأجل أن لا يقال عنه : بأنه مفطر .. بل صام إيماناً واحتساباً ... وعليه فإني أوجه النداء لنا كلنا بأن نتقي الله تعالى في هذا الشهر الكريم وأن نحقق التقوى في الصيام لله تعالى لا لغيره .. فيا من اجتهدت في الصيام وضيعت الصلاة .. ما حققت التقوى ... فاتق الله والزم طاعته ، واعلم بأن ما أنت عليه معصية عظيمة ..
ويا من أمضى نهاره صائماً عما أحل الله له في غير رمضان من طعام وشراب ومأكل ؛ امتثالاً لأمر الله .. لكنه كذب وغش واغتاب وبهت ونمَّ وتكلم في أعراض الناس وسخر من هذا وذاك وأكل الحرام .. ما حققت يا أخي التقوى وأنت قائم على تلك المعاصي .. فتب إلى ربك وحقق التقوى بامتناعك عن تلك الكبائر ، ولقد جاء في الصحيح: ( ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ) .
ويا من اجتهد في النهار في الصوم وتلاوة القرآن والحرص على الصدقة .. وضيَّع الليل ما بين شياطين الفضاء والقنوات الملهية وقيل وقال ولعب وسهر وضياع .. ما حققت يا أخي التقوى .. فاتق الله والزم طاعة ربك واحذر مخالفته ومعصيته ....
نعم ( لعلكم تتقون ) ، إن رمضان فرصة لنا أن نجدد العهد مع الله تعالى ، وأن نتوب ونؤوب إليه وأن نتخلص من أمراض قلوبنا وذنوبنا وأن نصحح مسيرنا إلى الله تعالى بالتوبة النصوح ولزوم العمل الصالح .. إنها فرصة لنا كي نفتح صفحة جديدة من أعمارنا نعمرها بالعبادة وبالقرب منه تعالى ... إنها فرصة لنا كي نصفي ما بيننا وبين أنفسنا وأقربائنا وأهلنا.. فرصة لصلة الرحم ، وبذل المعروف وفعل الجميل والإكثار من الطاعات وتلمس ذوي الحاجات ..
لم يكن رمضان شهر السهر والسمر والأكل والشرب .. كلا ، بل هو شهر العبادة . أتدرون ما العبادة ؟ عبادة الجسد والروح ، عبادة القلب والروح ، عبادة الظاهر والباطن ، العلم والعمل ، الجد والمثابرة ، وهزيمة النفس الأمارة بالسوء والشيطان .. إن غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان التي خلد الله ذكرها في كتابه كانت في رمضان. وفتح بلد الله الحرام مكة المكرمة يوم أن اندحر الشرك والكفر عن أطهر البقاع كان في رمضان ، والخير كله في رمضان ..
نعم لم يكن شهر كسل ودعة وأكل وشرب وسهر وضياع ونغم وأفلام ومسلسلات ومسابقات وفوازير .. والله إننا لنستحي من الله تعالى أن يمن علينا بنعمة هذا الشهر الكريم وما فيه من الفضائل وعظيم الأجر ، وينظر إلينا سبحانه وقد قابلنا نعمته بالجحود .. لعب ولهو وسمر وسهر .. ، لا بل ينزل تبارك وتعالى في ثلث الليل الآخر ، وبعضنا على حالة ... نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. نعم كلنا مقصرون ، وكلنا مذنبون ، ولكن لنتفكر يا عباد الله .. لنتفكر قبل أن لا ينفع الندم ولا ينفع العمل .. والله المستعان .
إنه ينبغي علينا رجالاً ونساءً أن نتقي الله في صيامنا وأن نحقق الإيمان والاحتساب فيه ..
ولعلي أهمس في أذن أختي المسلمة لأقول : إياكِ ثم إياكِ وأن يذهب عليك شهرك سدى ، ما بين نوم وطبخ وسواليف وزيارات وتلفاز ..
أدركي أختي فجيعة فوات العمر ، ... وما أشد الفجيعة حينما يفوت على المسلمة رمضان ولم يغفر لها ؟ ، أسأل الله لنا التوفيق والهداية والرشاد ................................... </BLOCKQUOTE> | |
|