أثر البرامج التلفزيونية على الأطفال

الإثنين,أيلول 08, 2008

موقع جليانه 7/9/2008

أثر البرامج التلفزيزنية على الأطفال

ربيعه القبائلى

أجرى الباحثون دراسات عديدة هامة كان الهدف منها معرفة أثر البرامج الإعلامية على الأطفال والشباب ومدى مسؤوليتها عن انحرافهم.

وقد أسفرت البحوث والدراسات أن التلفزيون يؤثر على الأطفال تأثيراً من حيث اضطرارهم إلى النوم متأخرين مما يجعلهم يذهبون إلى المدرسة متعبين، وغير مهيئين لتلقي الدروس في يقظة، ولا يؤدون واجباتهم المدرسية كما ينبغي ناهيك عن عدم توفر الوقت للإطلاع والقراءة.

ويرى الباحثون أن الطفل لا يقوم بعمل ايجابي ولكنه يجلس أمام الشاشة ويستسلم لها، ومثل هذا التعرض السلبي للمضمون التلفزيوني يخلق شخصيات سلبية كما أنه يظهر الراشدين على الشاشة في ظروف مليئة بالصراع ومفعمة بالتنافس مما يؤدي إلى تكوين مفاهيم غير مرغوب فيها لدى الأطفال عن الكبار، ولاشك أن مثل هذا التعرض المستمر من البرامج المليئة بالجرائم والقتل والعنف والتمثيل بالجثث والعدوان وغيرها من مظاهر التكيف غير السوي مع المجتمع قد يؤدي إلى تكوين شخصيات منحرفة ذات قيم معادية للمجتمع.

ويذهب علماء النفس أيضا إلى أن التلفزيون نفسه لا يخلق مشكلات العدوان والانحراف وإنما يخلقها الأهل والأصدقاء وقد ثبت لعلماء الاتصال أن الأطفال العدوانيين يختارون برامج عدوانية ومعنى ذلك أن الطفل يختار ما يدعم اتجاهاته السابقة، كما أن الطفل المضطرب عاطفياً هو الطفل الذي يحس بعدم الطمأنينة وهو الذي يحتمل أن يتأثر بالعنف في التلفزيون.

ويؤكد فريق من العلماء أنه عندما يكتسب النشئ معرفة بموضوع معين ويكونون اتجاهات نحوها، فإن التلفزيون لا يقوى على التأثير فيهم، أما بالنسبة للأمور الجارية التي لا يكون الآباء موقف إزاءها بحيث لا يرشدونهم أو يوضحون لهم وجهة نظرهم وحيث لا تكون هناك خبرة حقيقة اكتسبها الأطفال فإن التلفزيون يكون في موقف قوي يستطيع فيه أن يؤثر على المعتقدات والاتجاهات ومن ثم يكون قادراً على بناء أنماط سلوكية، ففي المسلسلات التلفزيونية نلاحظ أن الشرير أو الشخص الغير صالح يحصل على كافة المزايا المتمثلة في المال والمنزل والحدائق والشركات وكل ذلك نتيجة لاعتداءاته وغلطته، فيتولد لدى الطفل النمط السلوكي البراق هو النمط المعادي للمجتمع ويؤكد علماء النفس أن المسلسلات العنيفة والبرامج البوليسية تخلق في الإنسان شعوراً بالبلادة وعدم المبالاة وينجم عن ذلك نوع من الشلل في الإحساس والقيام بردود أفعال غليظة بعيدة عن أي شفقة أو تعاطف.

ويؤدي التعرض المستمر لبرامج التلفزيون إلى تكوين نظرة كلية شاملة للحياة وتقويم غير مرغوب فيه لها فالنظرة الديمقراطية للحياة والحلول العلمية تصبح عديمة الجدوى، في حين أن العنف هو الحل الأمثل لمشكلات الحياة وبذلك يتحول التلفزيون إلى مدرسة لتعليم السلوك العدواني ويقول علماء النفس أن الناشئ يميل بطبعه إلى التحرر ولكن هذه الحرية لا تتمشى مع طابع الحياة العصرية المعقدة، وهنا تأتي عمليات التربية والتعليم وتمنع من القيام بأعمال معينة فتحد تلك الحرية لكن الإسراف والتشتت الذي يعبر عن نفسه بالعداء العلني والقوة من سمات السلوك البشري ولكن يبدو أن هناك سمة أخرى كامنة وهي المحبة وإذ لم تشبع حاجات الطفل الأساسية فإن الميل للعدوان يتولد مع الطفل وينشئ معه.

بالفعل برامج التلفاز لها تأثيرات سلبيه أكثر من ايجابيتها علي الأطفال حتي الرسوم الكرتونية التي من المفترض ان تكون برامج قيمة ومفيدة للطفل لا بل العكس أغلبيتها معتمده علي العنف والصراع مما يجعل نفسية الطفل تميل الي العدوانيه أكثر فأكثر
مشكور أخي علي موضوعك ..بارك الله فيك