الشيخ مصطفى عبد العزيز الطرابلسي

مصطفى عبدالعزيز الطرابلسى
الشيخ الوقور والفقيه الجليل تواضع وبساطه زادته مهابه .

بنظارته المألوفه ومعطفه الصوفى البسيط وقد وضع به يداه يلقاك فيبادرك السلام بهدوئه الجم وخلقه الرفيع وقد ارتبط بدرنه وارتبطت به مصطفى الطرابلسى جبل (هملاى ) ارتقاه محبيه وسهل بديع احتضن الجميع فمن هو هذا الجبل وذاك السهل .... هو ذاك الصبى الذى كغيره من صبية ذالك الوقت التحقوا ( بالكتاتيب ) يقول شيخنا المولود سنة 1922م ان محفظ القرآن فى تلك الايام كان يسمى بالفقيه وكانت الكتاتيب منتشرة فى الزوايا واشهرها كتاب محلة البلاد ويقوم عليه المرحوم مصطفى امسلم الملقب (بالزيـك) وقبل هذا الكتاب سمعت عن كتاب بجوار الجامع العتيق منذ العهد التركى وربما الان اتخذ سكنا ، اثناء فترة الاحتلال الايطالى كان التعليم مقتصرا على المرحلة الابتدائيه بالمدرسة ( الحمـــــــــــــــرا ) ثم الغيت فى عهد الادارة البريطانيه ، مع بداية النظام التعليمى العربى متزامنا مع نهاية الحرب العالميه الثانيه اسس الشيخ عبدالسلام بن عمران مدرسه خاصه وكذالك الاستاذ عبدالكريم جبريل ايضا لكنهما لم يكن لهما اثرا كبيرا ، ثم بعد ذالك انشئت مدرسة النور للبنين ومدرسة النصر ( زهير حاليا ) وكانت مدرسة للبنات بالعهد الايطالى ، لقد ساهم المرحوم على اسعد الجربى بإقناع الادارة البريطانيه بتدريس المنهج المصرى لهذا يعد على اسعد الجربى ابو التعليم بالمنطقة ، وفى سنة 1946 م اتقدمت لامتحان اجازة المعلمين من غير المؤهلين ونجحت وتم تعيينى فورا وباشرت العمل بمدرسة القيقب ثم مكثت بمدرسة القبه الداخليه ، وكانت تتمتع بشهره كبيره من حيث النظام ويديرها حسن الثلثى وكان مدرسا ومديرا لها فى نفس الوقت ، بالاضافه للاستاذ مصطفى بوخشيم وقد كان معلما منذ الاحتلال الايطالى ، واعلن عن مسابقة لتعيين معلمين تقدم لها العديد من المتسابقين اذكر منهم عوض عقيله ..... وبعد ذالك نقلت من القبه للافتاء وكان النقل يتم عن طريق وزارة المعارف ومقرها مدينة المرج وكان مدير التعليم انجليزيا ، عملت بطبرق اربع سنوات بمدرسة النصر وكانت اول مدرسة بطبرق تقع بمنطقة سوق العجاج فى وقتنا الحالى ، رجعت بعد ذالك لدرنه واشتغلت بمدرسة النور سنتين وكان بها قسما داخليا ، وفى 1956م انتقلت للبيضاء ، اتذكر مدرسة القيقب وقد ضمت عشرون طالبا منهم عبدالعاطى العبيدى / شعيب المنصورى / جادالله بوعجيله ، وكنت اسكن بنفس المدرسه بقلعة القيقب كانت ادارة التعليم تظم على الجربى ومصطفى بن عامر اول مفتش بالتعليم . (الجدير بالذكر ان شيخنا كان اديبا رفيعا وشاعرا مرهفا ) الموقع .

كانت هناك مرحلة التعليم التحضريه وهى سنتان قبل الابتدائى وبدأ التعليم الاعدادى مع اوخر الخمسينات ، والطالب الذى يتحصل على الشهادة الابتدائيه ينتقل للدراسه بمصر حتى يلتحقوا بالجامعات ، اذكر دفعتهم الاولى ومنهم حسين على / يوسف الكواش / امين سليمان / المبروك الجيبانى / وبالنسبة للبنات فقد كانت تتعلم التطريز والخياطه واول مديرة مدرسه ليبيه السيده خديجه الخوجه . وفى فترة العهد العثمانى كانت هناك المدرسة الرشيديه بجانب فندق الجبل الاخضر تقوم بعلم التجويد والخط واللغة العربيه الى جانب اللغة التركيه ، وانتدب شيخنا لفرع الاذاعه المسموعه بدرنه عام 1963م .... الى هنا نكتفى بجزء يسير من سيرة شيخنا الذاتيه وفيما لو تعقبناها لانهكتنا ولما كان بالامكان سردها فمن نكون حتى نجارى اولئك العملاقه الافذاذامثال هذا الشيخ .

مصافحة ايراســــــــــــــا

شيخنا الجليل ادرك ان قلمى وموقعى تطاول فتجرأ على كتابة اسطر لشخصكم الكريم ربما افتقد القلم حياءه والكتابة رصانتها ، ومع كل هذا وذاك فلن يثنن ذاك عن ملاحقة سيرتكم العطره المليئه بالعطاء والاخلاص جعلها الله فى ميزان حسناتكم واثقلها به ، عذرا ومعذرة شيخنا الوقور لما بدر منى ومن موقعى لكنه حياء جيلى القزم مقارنة بجيلك الفياض المعطاء .. وللقراء فان الشيخ مصطفى الطرابلسى كان واعظا فذا ومرجعا لا خلاف عليه بالكثير من امور الفقه والعلم الشرعى واللغة والشعر وكان اماما وخطيبا ومفتشا تربويا .

يذكر البعض من تلاميذه انه كان يغادر عمله لاهله خميس من كل اسبوعين فيخصص واحدا لزيارة اهله والاخر ليقوم بتنظيف المدرسه وغسل ملابس تلاميذه وتنويرهم ... اى زمن واى الرجال انتم ( جزاك الله عنا وعن كل حرف استمده طلابك كل خير ... واكرر معذرتى لتطاولى شيخ درنه الوقور.

مـؤلفات شيخنـا : ــ لشيخنا العديد من المؤلفات منها ما ظهر لحيز الوجود فرأى النور ومنها من يحاول ذالك من خلال الابناء والاحفاد فقد طبعت من مؤلفاته : ــ

* درنـــــه الزاهـره * ماخص احكام العبادات

*احكام التلاوه * احكام الصوم

*جوله مع الخط العربى * احكام الزكاة

* بإلاضافه لمجموعه من القصص التربويه الهادفه

وترجمته لكتاب ( الفرسان القديسون فى طرابلس )

رحم الله الشيخ مصطفى الطرابلسى واسكنه فسيح جناته وجميع اموات المسلمين .