دخلت قافلة (تحي فلسطين) مدينة طبرق في حدود الساعة 11 من صباح الأربعاء 4/3 قادمة إليها من اجدابيا حيث أقيم لها حفل استقبال شعبي كبير عبر الطريق الصحراوي بعد إدخال تعديلا على خط سير القافلة بناء على طلب قيادة القافلة ممثلة في النائب البريطاني (جورج غالوي) مبررا ذلك أن الاستقبالات الشعبية التي حظيت بها القافلة أثناء مرورها في ليبيا فاقت كل التوقعات ولم تكن في الحسبان الأمر الذي ترتب عليه تأخر وصول القافلة إلى محطتها النهائية في غزة ، لهذا طلب السفر عبر الطريق الصحراوي كسبا للوقت في ظل مغادرة عدد من مرافقي القافلة القادمين من بريطانيا بسبب انتهاء إجازاتهم ، موجها شكره العميق لكل المدن الليبية التي مرت بها القافلة والتي تنتظر مرورهم علة مشاعرهم الجياشة قائلا : ' نشعر ونحن في ليبيا أن فلسطين قريبة منا جدا بسبب قوة مشاعر الليبيين ' ، وتعزز هذا الاتجاه باختصار الطريق بطلب مقدم من السيد (أحمد عز) أمين التنظيم في الحزب الوطني المصري الذي يرعى القافلة في مصر بأن تتخذ كل الإجراءات لدخول القافلة صباح الخميس إلى مصر.
هذا ومن المعلوم انه وبعد دخول القافلة البريطانية إلى ليبيا قد اتحدت القافلة البريطانية مع القافلة الليبية وأصبح عدد الشاحنات (100 من ليبيا + 105 سيارة من بريطانيا) منها 5 سيارة إسعاف ليبية حديثة وسيارة مطافي ليبية حديثة و15 إسعاف وسيارة إطفاء من بريطانيا) وبالتالي ستتكون القافلة من 205 سيارة وحوالي 500 مسافر.
من جهة أخرى عقد أمس اجتماع في طرابلس ضم كل من د. يوسف الختالي المدير الإعلامي لمؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية راعية القافلة في ليبيا ، والنائب البريطاني (جورج غالوي) قائد القافلة من بريطانيا، والسفير المصري في طرابلس (محمد ابراهيم النقلي) ، ومندوب عن أمانة التنظيم في الحزب الوطني الحاكم في مصر والذي يرعى القافلة في مصر (حسين عيد) ، جرى فيه وضع الترتيبات النهائية لمرور القافلة إلى مصر صباح الخميس 5/3 والاتفاق على برنامج مرور القافلة عبر الأراضي المصرية ، كما تم الاتفاق على أن تستكمل إجراءات الدخول إلى مصر في مدينة طبرق من خلال لجنة أمنية ليبية مصرية مشتركة، كما تم الاتفاق على عبور كل المرافقين للقافلة إلى غزة عبر معبر رفح ، وجاري ترتيب دخول البضائع والمساعدات بشكل سلسل وآمن ، وهو ما دفع د. الختالي إلى الإشادة بالتعاون المصري قائلا : ' أنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر والتقدير لمصر شعبا وحكومة على موقفهم غير المستغرب في تسهيل عبور قافلة المساعدات الإنسانية (تحيى فلسطين) ولا أنسى دور السفارة المصرية في ليبيا التي قامت بدور محوري في تسهيل الاتصالات وتذليل الصعوبات، مصر أعدت برنامج حافل لاستقبال القافلة وهو ما يعكس الروح الوطنية والمسؤولية التي تتحلى بها مصر ' .
الإخوة والأصدقاء الأفاضل بمؤسسة القذافي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة إفراد قافلة تحيا فلسطين اتقدم اليكم بالشكر والامتنان على الحفاوة التي لقيناها من كل منكم ومن مئات الجنود المجهولين وللآلاف من الناس الذين اصطفوا في الطرقات للتضامن مع القافلة .
ان الموقف العربي الرسمي معروف للجميع اذ كما يبدوا فانه كان حريصا على سلامة القافلة وسلامة اعضائها وكما ابلغنا دائما وفي جميع دول الطريق. لذا فان خط سير القافلة قد تم رسمه لابعادها قدر الامكان عن المناطق المأهولة بالسكان تلافيا للازدحام المروري ولضمان امن القافلة لذا فلم نتمكن من الوصول الى الدار البيضاء ولا الرباط في المغرب ولا وهران ولا مستغانم ولا الجزائر العاصمة في الجزائر ولا تونس العاصمة ولا صفاقس في تونس ولكننا مررنا في المدن الرئيسة في ليبيا واستقبال كبير في العاصمة طرابلس. الموقف الرسمي تباين بين من عالج مسير القافلة بنوع من الحكمة وذلك باعلام القافلة ان المسافة التي ستسيرها لا تتجاوز عدد قليل من الكيلومترات في حين انها اضعاف تلك المسافة او ان المحطة القادمة ستكون بعد ساعة في حين انها لا تقل عن ثلاث ساعات مثلا وبين من استعمل اسلوب الامر والتهديد بل وحتى استصحاب بعض السيارات الى خارج الحدود كما كان الامر في تونس. وقد اتخذت الجزائر خطوة تاريخية بفتح حدودها المغلقة منذ 15 عاما مع المغرب من اجل غزة كما قامت وليبيا بتزويد القافلة بالوقود مجانا. كانت هناك رغبة لدى الجزائر بارسال شاحنات معونة لتلتحق بالقافلة ولكن عمق العلاقات العربية العربية المبنية على السماح لغير حملة الجوازات العربية بالمرور وعرقلة مرور حملة الجوازات العربية وقف في طريق تحقيق ذلك.
على العكس من ذلك تماما كان موقف الشارع فمصلح السيارات الذي يرفض تقاضي اجرة التصليح وصاحب المطعم الذي يرفض ثمن الشاي او الماء بل واستعداد الالاف من الناس للانتظار ساعات طويلة في البرد والليل لتحية القافلة اثناء مرورها والقاء الماء والحلوى عليها وايقافها لتقديم الدعم ( متى سمح لهم بذلك) جلب الدموع لعيون اعضاء القافلة .
العديد والعديد من هذه المواقف اكدت للبعض منا من الذين لازالوا يؤمنون بوحدة الامة العربية ان كل الادعاات بان الامة تفرقت وان القضية القومية هي ضرب من الخيال والعواطف, ان هذه الادعاات ما هي الا محاولات لاحباط الناس وان كافة العقبات والمعوقات وبقية الامور الملموسة مثل الحدود والصراعات السياسية بين الحكومات بل والحروب بينها والخلافات بين ابناء الوطن الواحد او بين الحركات الوطنية مثل فتح و حماس كل هذه لا علاقة لها بابناء هذه الامة بل هي صراعات بين سياسيين وانظمة حكم او قادة حركات سياسية. انا الان اكثر يقينا من أي وقت مضى ان هذه الامة لا تزال امة واحدة متحدة.
يوم الثلاثاء 3 اذار/مارس 2009 باتت القافلة (التي اصبحت بعد انضمام القافلة الليبية لها تضم مائتي شاحنة وطولها ثلاثة كيلومترات رغم انف وسائل الاعلام التي اصابها الصمم والعمى) في المنطقة بين اجدابيا ومدينة طبرق في ليبيا وستبيت في طبرق حبث سيتم استكمال الاجراءات الادارية وفحص السيارات وتموينها بالوقود وسوف تنطلق صباح (الخميس) نحو الحدود الليبية المصرية لكي تبدأ في العبور.
من المتوقع ان تعبر القافلة الى الاراضي المصرية صباح يوم الخميس 5/3/2009 لكي تبدأ سيرها شرقا الى غزة.
على هذا الاساس ستصل القافلة الى غزة يوم السبت / الاحد 7 -8 /3/2009 . مع الاسف لا يمكن اعطاء تقدير للوقت افضل من ذلك فلقافلة تسير بمعدل 50 كيلومتر بالساعة (جيش الاحتلال الامريكي في العراق كان يسير بمعدل 40 كيلومتر بالساعة). التزود بالوقود لوحده يستغرق حوالي ثلاثة ساعات او اكثر. الاعطال الميكانيكية تؤخر السير ولايمكن تحديدها مسبقا. عبور الحدود يستغرق وقتا لايمكن تقديره مسبقا ولكننا على ثقة ان مصر العروبة والسلطات المصرية ستقدم كل المساعدات والتسهيلات لتمكين القافلة من العبور السريع.
صباح المختار
نائب رئيس القافلة