تعانى كرتنا المحلية اليوم من العديد من المشاكل الفنية والإدارية والمالية والتي أصبحت عائقاً أمام تقدم ورقى لعبة كرة القدم. هذه اللعبة التي تمتلك فيها بلادنا تاريخ عريق كبقية الشعوب الأخرى.
تواجه الأندية الرياضية والتي تمثل البنية التحتية للرياضة هذه المشاكل والتي تظل الإمكانيات المادية في أولوياتها ورغم محاولات العديد من الأندية اللجوء إلى الاستثمار والمساعدات الأهلية من اجل تغطية مصاريف التنقل والحكام ومرتبات المدربين ومكافآت الرياضيين. إلا أنها واجهت قضية الإغراءات المادية من بعض الأندية الكبيرة حيث واجه الانتماء للنادي هذه الموجة الصعبة وبالتالي خرج العديد من الرياضيين الكبار من أنديتهم لأجل هذه الإغراءات المالية وهذا الوضع شكل منعطفاً صعباً في مسيرة الأندية التي تواجه المشاكل المالية والتي للأسف عاصرت أيضاً أندية تمتلك أموالاً طائلة ومساعدات كبيرة اشترت اللاعبين العرب والأفارقة وكان لها تأثيرها المباشر على اللعبة والدوري معاً، لكل هذه المعطيات فإنني كرياضي سابق أقدم هذه المقترحات من اجل النهوض بهذه اللعبة وإنجاح تجربتنا في لعبة كرة القدم.
أولا: أن يتم وضع خطة استراتيجية للعبة كرة القدم من خلال خبراء في اللعبة. ويتم تشكيل فريق عمل من قبل أمانة اللجنة الشعبية العامة للرياضة وتصبح هذه الخطة خماسية مثلا ويتم تنفيذها من قبل المختصين في اللجنة الشعبية العامة للرياضة.
ثانياً : إيجاد قانون جديد ينظم العلاقة بين اللاعب والنادي. لان زمن الهواية انتهى وبدأ زمن جديد وهو الاحتراف للعبة كرة القدم وهذا فرضته طبيعة المرحلة الرياضية التي صنعتها الأندية التي بدأت في شراء اللاعبين الأجانب والعرب، وهناك تجربة لبعض الأقطار العربية مثل مصر وتونس والجزائر في مجال الاحتراف.
ثالثاً : تقديم دعم مالي منظم لكافة الأندية الصغيرة ومنحها قروض استثمارية على مدى سنوات طويلة. حتى يتسنى لها الدفع بمستوى اللعبة إلى الأمام وإنجاح كافة المناشط الرياضية في هذه المؤسسات الرياضية.
رابعاً : دوري الدرجة الأولى في وضعه الحالي ضعيف جدا على المستوى الفني، ولان هناك أندية عريقة في لعبة كرة القدم خرجت من هذا الدوري إلى دوري الدرجة الثانية بسبب العوامل المالية وخروج رياضييها المتميزين للأندية ذات المستوى المالي المرتفع فإنني اقترح إعادة هذه الأندية لهذا الدوري (الدرجة الأولى) مثال لهذه الأندية الأفريقي ودارنس والمروج والشرارة والسويحلى والظهرة والقرضابية والترسانة والنجمة والحياد والهلال.
أيضاً إعادة الدوري السابق لمسابقة كرة القدم بنظام مجموعتين وتتم التصفيات بين المجموعتين بالدوري الرباعي، من هنا سيساهم هذا الشكل الجديد للدوري على الرفع من مستوى اللعبة وتوسيع قاعدة المشاركة كما انه يقلل من مصاريف هذه الأندية في السفر والإقامة.
خامساً : التفكير الجاد في أن ترعى بعض الشركات الأندية من اجل تحقيق فاعلية رياضية وإيجاد مصادر مالية ثابتة لدعم وحماية هذه الأندية واللعبة معاً.
وأنا أقدم هذه الرؤية الجديدة أتمنى من المسؤولين على الأندية دعم هذه الرؤية الجادة من اجل الصالح العام وذلك من خلال أن تصبح هذه الرؤية ورقة عمل أثناء انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم الذي سيعقد بمدينة البيضاء القادم، كما إنني أقدم الشكر والتقدير للأخ الفاضل أمين اللجنة الشعبية العامة للرياضة على مجهوداته واهتمامه بمراجعة واقع كرة القدم في بلدنا الحبيب.