الحمد لله القائل في محكم التنزيل في سورة البقرة {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)) والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير خلقه وخاتم رسله القائل "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى". وبعد, أخي فهذه دعوة مني وقد كنت مدخناً زمناً طويلاً وكنت اعتقد مثلك أنه من المستحيل أن اقلع عن التدخين لأن الحياة لا طعم لها بدونه وأنا اعلم علم اليقين بأنه عدوي اللدود لكنني حاولت وعلى الله توكلت وبه استعنت وصدقت فيما رجوت ودعوت ولله الحمد والمنة فقد استجاب الله لي وكيف لا وهو القائل وقوله الحق "ادعوني أستجب لكم" وكنت قد الّفت كتابا بعنوان "الشفاء التام من داء التدخين بالقرآن وهدي سيد المرسلين" وقد انتفع به كثير من الذين قرؤوه بإذن لله ولله الحمد وقد ضمنته الفكرة التي كانت بفضل الله سبباً في إقلاعي عن التدخين وهي الطاعة المطلقة لله ورسوله وتقديمهما على النفس والمال والولد فما بالك بهوىً متبع ولله عز وجلّ يقول {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأبناؤكم وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة : 24].
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدهم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به". والمرجو منك أخي طاعة لله ورسوله وجهاداً في سبيلهما ونصرة لدينك ولإخوانك في غزة أن تتبرع ما استطعت بثمن السجائر ولو يوما واحداً ولو حاولت واجتهدت و حرصت أخي أن تدعو الله أن يريحك من عدوك وعدوهم وأنت صائم عن السجائر فهذا إن شاء الله أقرب لإجابة الدعاء. وأنت تعلم أن فضل الإنفاق عظيم ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم يطلع إلا وملكان ينزلان من السماء فيقول احدهما اللهم أعط منفقاً خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً", والله عز وجل يقول:
{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد : 38].
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (15) إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ(16)} من سورة التغابن
والجدير بالذكر أن من معاني التغابن، الندم وسمى الله يوم القيامة يوم التغابن لأنه اليوم الذي يندم فيه المسيء والمحسن ومعلوم ندم المسيء أما ندم المحسن فلأنه لم يزدد إحساناً. وإني لأعلم أنك لن تبخل ولكن انتبه فقد يحدث لك تصور خاطئ من النفس والشيطان والهوى بأن هذه التبرعات لن تصل وماذا ستكون قيمتها وما الذي ستحققه والنصر من عند الله نعم هذا صحيح ولكننا أمرنا بأخذ أسباب النصر والاجتهاد فيها ما استطعنا، ولو وقفنا نقول هذا لا ينفع وهذا التبرع لا يصل أو لا يكفي وهذا المقال لن يحرك ساكنا وهذه المظاهرات لن تجدي نفعاً و......... فما المجدي إذاً أن نبارز الله بشتى أنواع المعاصي فهل حاسبنا أنفسنا ونحن ندخن سنوات طويلة أين كانت تذهب هذه الأموال التي سنسأل عنها وهي محسوبة علينا؟ وللأسف أنها كانت تذهب في سبيل الشيطان عدونا الأول الذي حوّلها إلى أعدائنا الآخرين ليزدادوا بها قوةً على حساب ضعفنا. أفنأتي الآن لنحاسب على ثمن علبة سجائر ليوم واحد في سبيل الله سوف نؤجر عليه وهو محسوب لنا و نحن نسأل يصل أولا يصل!!! يا لضعف إيماننا كيف لا يصل وقد وضعناه في سبيل الله وبين يديّ الله إن لم يوصله الله فمن ذا الذي يوصله {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }[النساء : 132]. اللهم رب العزة انصر إخواننا في غزة. اللهم انصرهم نصراً عزيزا وكن لهم عونا ونصيرا ودمر اليهود الغاصبين تدميرا وتبر ما علوا تتبيرا. اللهم بدد من قواتهم ما جمعوا ونكّس من أعلامهم ما رفعوا وخذهم أخذ عزيز مقتدر اللهم إن إخواننا مغلوبون فانتصر. آمين. وبعد أن اطمأننت أن تبرعك سيصل لإخوانك تعال معي لتنظر حجم هذه التبرعات ليوم واحد فقط والتي يصورها لك الشيطان بأنها قليلة.هل تعلم أخي وهذا على أقل تقدير أنه في مدينة درنة وحدها 20000 دينار تهدر يومياً في غير طاعة الله ثمناً للتبغ وأكثر من مليون دينار على مستوى ليبيا, أما على مستوى الوطن العربي فيصل المبلغ إلى أكثر من ثلاثين مليون دولار $30,000,000 وهذا يعني تسعمائة مليون $900,000,000 وهذا المبلغ يكفي للإنفاق على ثلاثة ملايين أسرة بمعدل دخل شهري 300 $ ألا يستحق ذالك منا أن نتبرع بثمن السجائر ليوم واحد أو أكثر وأن نصوم عنها ذالك اليوم أو لعدة أيام جهاداً في سبيل الله بل أن نصوم عنها للأبد فهذا هو الأكمل {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 184], أما عن الإضرار الصحية فقد ذكرت إحصائية عالمية بأن أكثر من ستة ملايين 6000000 شخص في العالم يموتون من أثار التبغ. نسأل الله أن يعين كل مسلم مدخن على التخلص من هذا الداء حتى لا يكون مسئولاً أمام الله عن هذا الإسراف في هذا البلاء, وأن يوفقنا جميعاً لطاعته ويبعدنا عن معصيته.
{ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }[آل عمران : 147]
* الكتاب الذي ذكر لا يتجاوز ثمنه دينار وأطمئنك أيضاً أنك إذا اشتريت الكتاب فستنتفع به إن شاء الله وستؤجر عليه بإذن الله لأن إيراده موقوف لأحد الجمعيات الخيرية التي تعنى بنشاطات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. تحت شعار لا للتدخين نعم للحياة برعاية الجمعية الأهلية لحماية البيئة. لمزيد من الاستفسار الاتصال بالرقم 0914273149. ونسال الله أن تكون هذه الدعوة خالصة لوجهه الكريم.
منقووووووووووووووووول