الشلال في مدينة درنة هو احد المعالم الطبيعية الفريدة، فهو يمثل لأبناء مدينة درنة مصدرا للعطاء الدائم، و رمزا للأمل في الحياة وعنوانا للجمال، و رفيقا حانيا في أيام الرخاء والشدة. وعبر مئات السنين أمد المدينة بالماء وبعث فيها الحياة وألقى عليها بعدا جماليا في شكله وموسيقاه وعذوبة مياهه. شلال درنه ماء يتدفق من بين الصخور يرفض الجمود و يرفع راية الحياة، انه شريان الحياة لبساتين درنة وزهورها. ترى الشباب يلتفون حوله طوال أيام الأسبوع ، وكذلك الزوار من خارج المدينة والعائلات وهو يمثل محطة ارتياح ونبع الهام ومصدر للأمل وهكذا رآه فتحي الشويهدى في رسوماته المعبرة. فتحي الشويهدي ولقد امتزج الفن و الشلال والإبداع الفني في رسومات الشويهدى المعبرة عبر العديد من الرسومات خلال أكثر من ربع قرن. ولد فتحي الشويهدي في درنة في منتصف القرن العشرين وترعرع وعاش فيها ولهذا ارتبطت حياته بمعالمها وجمالها وآلامها وآمالها فهو يمثل نموذجا للفنان الشعبي الدرناوى الأصيل، وشارك بفنه من خلال الجرائد الحائطية والصحف المحلية ونشرات الأندية الرياضية. على عادة أبناء درنة كان هذا الفنان مولعا بطلب العلم والتعلم والتعليم، فرأى الحاجة إلى نشر وتيسير التعليم للجميع. ولقد وجد في الشلال خير رمز لتدفق الحروف كي تصل كل بستان وزهرة في قلوب الأطفال. وأول خطوة في هذا تكون بحب القراءة ولا يجيد القراءة من لا يعرف الحروف، إنها لب الكلام وموسيقاه التي تحرك المشاعر نثرا كانت أم شعرا. وإذا كان الشلال مصدرا للحياة بكل أبعادها فلماذا لا يكون رمزا لإثراء التعلم من خلال انتشار الحروف من خلال وسائل الإعلام والتعليم بشكل مستمر وهذا ما نراه في رسم بعنوان شلال الحروف. شلال الحروف وبالقدرة على القراءة تفتح أمام الإنسان أبواب المعرفة، ولكن التقدم عادة لا يترعرع وينمو إلا بالوعي الحقيقي بظروف الوطن وبحاجات المواطن، وبالتالي تأتى الحاجة للتوعية من خلال تدفق المطبوعات الهادفة وتوفر المكتبات العامة وصالات المطالعة. شلال المعرفة ثم كانت انطلاقة صحيفة الشلال في مدينة درنة لتساهم في نشر المعرفة والوعي العام و حب الانتماء لهذا الوطن المعطاء، فهل حققت هذه الصحيفة ما كان مرجوا منها؟ وهل أصبحت فعلا شلالا للمعرفة وعنوانا للعطاء في منطقة درنة؟. صحيفة الشلال وكما جرت العادة كل عام تطالعنا العديد من الدول العربية والإسلامية بمطالع مختلفة لشهر رمضان أو شهر شوال وكأن الكون أصبح يدور في فلك السياسة. وهذا يعود أصلا إلى ضعف شعوبنا في مجال السياسة وجهل علمائنا بعلم الفلك الحديث، ثم غياب الفهم لمقاصد الشريعة. فالبعض يفتى ولا يرى كالفقيه الأعمى، والبعض يرى ولا يفهم كالبصير الجاهل، وأما صاحب القرار فيتكلم في الإذاعة ولا يسمع لأحد، ويبقى المواطن المسلم حائرا بين الجميع. وهذا ما نراه في رسم شلال الأهلة. شلال الأهلة وللشلال موسيقى إيقاعية هادئة، يستمتع بها كل من حباه الله بنعمة السمع مع العقل، وهي تضفى على المشهد بعدا استرخائيا ونغما جميلا وهذا هو السر في تردد الناس عليه بين فترة وأخرى، فسبحان من خلق السمع والأبصار والأفئدة وجعلها دليلا على عظمته وجلاله وجماله. أنغام الشلال وكما أن الفن له مكانة في حياة درنة وأهلها فكذلك الرياضة، ومع مقولة الرياضة للجميع كنا نتوقع ملاعب وتجهيزات وصالات رياضية في كل قرية ومدينة، بل ورياضة لكل طفل في بلادنا والقصور هنا يعود لفهم المؤتمنين على الشباب والرياضة في بلادنا. وكما يعلم الجميع فان العقل السليم في الجسم السليم، و قد شرع الله سبحانه وتعالى الحركة الجسمانية في كل أعمال العبادات في الإسلام لما للحركة من بعد في العبادة وفى الحياة. ففي الرسم التالي نرى الحاجة إلى شلال للرياضة. الرياضة للجميع في زماننا هذا تختلط المفاهيم، ففي العالم أجمع عندما نقول عصر أي شيء، فأن المقصود من ذلك هو انتشاره وسيطرته وعلو مكانته إلا عندنا. فعلى سبيل المثال ارتبط العصر في عقولنا ومفاهيمنا بعصر الزيتون وبالتالي يعنى ذلك شدة الحال وضيق النفس، كما هو الحال في رسم عصر الشلال. عصر الشلال وما أحوجنا في عصر الجماهير هذا إلى توزيع الثروة على الجميع عبر العصور والأجيال وبشكل عادل ودائم، وكما هو الحال دائما فالشلال لا يبخل على أحد مهما كان بعيدا عن مصبه. توزيع الثروة وإذا توزعت الثروة بين الجميع يرفع الحسد وينتهي الحقد وتختفي الكراهية من النفوس وينتشر الحب والوئام بين أبناء الوطن. وبذلك نزرع الأمل ونبنى المستقبل السعيد لأبنائنا وأحفادنا. شلال المحبة كانت هذه جولة سريعة مع الإبداع الفني للفنان فتحي الشويهدي مع توسيع دائرة تداوله من خلال قراءتي له قراءة شمولية. وسيكون لنا لقاءات أخرى بإذن الله تعالى للتعريف ببعض ما قدمه من إسهامات فنية. |