يشير علماء التربية أن معظم الاطفال يعيشون مرحلتهم العمرية التي تسمىالبناء الذهني وتتميز بتهيئهم لبلورة مجموعة من الأفكار التي تتناسب مع سنهم العمري مثل العابهم وممارسة هواياتهم وغيره, وعند تعرضهم لرسائل اعلامية عنيفة مثلما يجري بغزة يحدث انتقال نوعي لطفولتهم نمو انتقالي لا يتناسب مع افكارهم السابقة ويصعب عليهم فهمها وهنا فقط يكمن دور الاباء بتوعيتهم سياسيا ومحاولة تبسيط الحدث لهم بما يتناسب ومخيلتهم الصغيرة
إن مايحدث على صعيد ساحتنا العربية وخاصة احداث غزة الدامية قد خلق حالة من الاستنكار والغضب الذى ترتب عليه انطلاق المسيرات الغاضبة والحشود الاستنكارية والتى شاهدنا حضور الأطفال وتواجدهم الأمر الذى يجعلنا نتساءل عن كيفية التعامل مع الاطفال خلال وقوع حرب أو عدوان، ومع توالي الأخبار والصور عنها؟
الدكتورة نجلاء بشور، أستاذة العلوم التربوية في الجامعة الأميركية تؤكد على ضرورة التحدث مع الصغار عن هذا العدوان فصور الحرب قد تترك آثاراً سلبية جداً لدى الأطفال الصغار ومن هنا فهي تسجل اعتراضها على الأسلوب الذي تعتمده وسائل الإعلام في عرض صور المجازر.
كما تدعو الأهل إلى ضرورة التحدث مع الصغار عمّا يحصل و ضرورة الإجابة عن أسئلة الأولاد كلها بما يمكنهم من فهم حقيقة مايجري فمجابهة الاسئلة بالإنكار لايعد حلاً تربوياً مناسباً فهو سيلتقط معنىً ما للأحداث، وسيقوم بتأويلها بنفسه وبطبيعة الحال فان تأويله لن يكون سليماً
من المهم ان يقوم الأهل إلى التحدث مع الصغار عن العدوان، باستخدام لغة مبسطة خالية من التعقيد وبمفردات من قاموس الطفل ذاته و سيفهم عندها أن أشراراً يهاجمون أبرياء ويقتلونهم وأن المُعتَدى عليهم يواجهون الخطر بالمقاومة، فنعطيه بذلك العناصر البسيطة التى ستمكنه من تكوين السيناريو لفهم الموضوع بطريقة صحيحة فاللجوء الى الكذب بدل تقديم الإجابات الصحيحةسيؤدى بالطفل الى اعادة هذه الأسئلة من خلال خياله.
فالاطفال الذين يشاهدون المجازر سيصعب عليهم التفريق بين الواقع والخيال، وهنا تزداد الحاجة إلى تقديم الشروح، ما يساعدهم مستقبلاً على التعرف إلى الحد الفاصل بين الواقع والخيال.
فالطفل الذى لايفهم العنف العنف وكيف يواجهه، فإنه لن يعرف كيف يتعامل مع الآخر إذا كان عنيفاً، لن يعرف كيف يتعامل مع الواقع وكيف يواجه المخاطر. ».
فالموقف اللامبالي الذي قد يبديه الاهل تجاه أسئلة أطفالهم سيحول الطفل بمرور الزمن الى إنسان غير مبالٍ بالآخرين وبالتالي فان مانشاهده من جر الأطفال في مظاهرات التنديد والاستنكار وترك أسئلتهم معلقة ازاء مايرونه من عنف دام قد لايتولد عنه سوى أشخاص غير أسوياء