المرء على دين خليله
الحمد لله العزيز الغفار الذي كرمنا بالعقول والأفكار ونصلي ونسلم على نبينا المختار الذي أمرنا بصحة الدعاة الأخيار والبعد عن أهل البدع والشر والفساد والبغي والظلم والعناد وبعد
إخواني في الله .. كما تعلمون أن النفس البشرية جبلت على أن تكتسب صفات من تجالسهم فالقرين بالمقارن يقتدى فإن كان من تجالسهم صالحين مصلحين مقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام فتجدها تتأثر بهم فيطيب خلق صاحبها ويصلح عمله تحمد سيرته وأما إذا كان يجالس أهل الهوى المبتعدين عن مجالس العلم والذكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المتخذين من قائدهم الفتوى الضالة والحكمة الضائعة الذين لا عقول لهم ولا عالم رباني يرشدهم لهم، يقول تعالى : "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ....."
واعلم أخي الحبيب ... الداعي إلى الله كالنهر يسير وإن اعترضه شيء يلتف من حوله ولا يقف ويعاند ويقول سأدمر هذا الحاجز حتى أستمر بالسير ، وحتى الجهاد في سبيل فقد فرض من أجل حماية الدعوة لا من أجل تقطيع رؤوس الناس ونأخذ منهم الغنائم ، ولنا في قصة أسامة بن زيد في إحدى المعارك عندما قتل أحد الكفار بعدما قال لا إله إلا الله ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بالحادث عاتبه أشد العتاب وكرر عليه( أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله)، فما أقوام يسفك بعضهم دم الأخرين ولا يراعون حرمة لمسلم أو حتى للأشهر الحرم التي كان الناس بالجاهلية لا يتجرؤون أن يقتل أحدهم الآخر.
أحبابنا في الله ... لا يخفى عليكم أن اللحية والثوب القصير والنقاب وغيرها من مظاهر الدين هي جزء من الدين فإذا جاءنا شخص يتحلى بأحد هذه الصفات وأساء إلى نفسه وأهله ووطنه فلا ننسب التقصير والإساءة إلى الدين لكن يجب أن ننسبها لصاحبها، وعلينا عندما نسمع أي فتوى أو حكم شرعي من أي إنسان كان فعلينا أن نرده للكتاب والسنة فإذا وافقهم أخذنا به وإن لم يوافق رردناه عليهم فهو ليس بقدوتنا فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عز وجل : "يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً "
أيها الأخوة .. إن أعداء الإسلام كانوا ولا يزالون يتربصون بنا الدوائر ويكيدون لنا المكائد حتى يقضوا على الإسلام فيجب علينا أن نفهم أن كل واحد منا على ثغر من ثعور الإسلام ونكمل بعضنا بعض وعلينا أن نحمي الدين ونرعى الفضيلة ولا ننشغل بإثارة الفتن بين المسلمين، ونتعصب لفكر معين ونصنف الناس هذا إلى الجنة وذاك إلى النار ، واعلموا حفظكم الله أن الحفاظ على أمن الوطن سبب رئيسي في الحفاظ على الدين في حياتنا والإيمان في قلوبنا ، فبالأمن والأمان نخشع في صلاتنا ونرتقي في علمنا ونبدع في دعوتنا 0
حفظ الله بلدنا خاصة وجميع بلاد المسلمين من كل سوء آمين يارب العالمين
وتفضلوا بقبول الحب والتقدير من إخوانكم في مراقبة حلقات البنين