اتتني قبل فترة رسالة على الجوال ارقت منامي واقضت مضجعي
كلما حاولت أن أتوسد الوساده وأخلد للنوم اتذكر تلك الكلمات فأتنبه
كلمات سأضعها بين ايديكم
لنبحر في معانيهاونستخرج العبر علها أن تنفعنا يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أترككم مع الرساله والتي تقول:
{
حتى زرتم المقابر}
إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع إنها قد تمتد آلاف السنين فبم نصف
إقامتنا في الدنيا التي لاتتجاوز عدد سنين؟
تأملي {
قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين}(المؤمنون113)
فياطول حسرة المفرطين!!
انتهت الرسالة
أخيتي الغالية اخي الغالي أسالك
كم مرة قرأت فيها سورة التكاثر؟؟
حتما ستقولين مرات لا أحصيها
وهل قرأتيها بتأمل أم لقصرها؟؟؟
عندما جائتني هذه الرسالة وقفت مشدودة وكأني أٌٌقرأها لأول مرة
حقا حتى زرتم المقابر >>وكنت أتوقع معناها حتى نزور القبورونتأمل حال من بها ولم يخطر ببالي
أن الزيارة المعنية في الآية هي مكثنا في القبور
سبحان الله سماها زيارة وكما ذكر تمتد لآلاف السنين
قبل كل شيء دعونا نتأمل في معاني آيات هذه السورة العظيمة المهيبة ونفسر بأختصار حسب ماورد
في تفسير القرآن العظيم لأبن كثير
{ألهاكم التكاثر *حتى زرتم المقابر}
يقول تعالى:أشغلكم حب الدنيا وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها ,وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت
وزرتم المقابر وصرتم من أهلها
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((ألهاكم التكاثر_-حتى زرتم المقابر_حتى ياتيكم الموت))
قال الإمام أحمد:حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت قتادة يحدث عن مطرف يعني أبن عبدالله بن
الشخير عن أبيه قال:انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:{ألهاكم التكاثر} يقول أبن
آدم مالي مالي , وهل لك من مالك إلا ماأكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت))
ويقول صلى الله عليه وسلم (يهرم أبن آدم ويبقىمنه اثنتان الحرص والأمل)
عن ميمون بن مهران قال: كنت جالسا عند عمر بن عبدالعزيز فقرأ {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}
فلبث هنيهة ثم قال :ياميمون ماأرى المقابر ألا زيارة وماللزائر بد ان يرجع إلى منزله وقال أبو محمد:
يعني أن يرجع إلى منزله ألى جنة أو إلى نار
{كلا سوف تعلمون} أيها الكفار{ثم كلا سوف تعلمون} أيها المؤمنون
{كلا لو تعلمون علم اليقين}أي لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة حتى صرتم
إلى المقابر
{لترون الجحيم *ثم لترونها عين اليقين} توعدهم بهذا الحال وهو رؤية أهل النار التي إذا زفرت زفرة
واحدة خر كل ملك مقرب أونبي مرسل على ركبتيه من المهابة والعظمة ومعاينة الأهوال
{ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}أي لتسألن عن شكر ماانعم الله به عليكم من الصحة والرزق والأمن
وغير ذلك ماإذاقابلتم به نعمه من شكره وعبادته
عن عكرمة قال لما نزلت هذه الأيه قال الصحابة يارسول الله وأي نعيم نسأل عنه وإنما نأكل أنصاف
بطوننا خبز الشعير؟ فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم أليس تتخذون النعال وتشربون
الماء البارد؟فهذا من النعيم
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عزوجل ياابن لآدم حملتك
على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك؟
انتهى التفسير
أقول فلنتأمل الحال هل أعددنا لتلك الزيارة المتاع
إذا كنا سنزور بلدا معينا لنرفه عن أنفسنا فإننا نأخذ المتاع من ملابس ومال ومركب مريح حتى ننبسط
ثم نعود محملين بالهدايا والإنطباعات
إذن إذا كنا نحب لانفسنا أن تستمتع بهذه الزيارة والتي قد تطول فلنعد المتاع الي يؤهلنا لكي نرتاح
حتى نقول في تلك الزيارة ربي أقم الساعة من النعيم الذي نراه
ما أن كنا سنغفل ونلهو وننسى أنفسنا من زاد تلك الزيارة فلاتلومن إلا نفسك فاخشى أن تقول
ربي لاتقم الساعة عياذا بالله ان نكون أجمع منهم
واقول.....
إذا كنا نجلس في دار فسيح ولم نرفه عن أنفسنا ولم نخرج للنزه أسبوعا لقلنا نحن في سجن فماذا
عسانا قائلون عند تلك الزيارة التي سنمكث في حفرة طولها أمتار وعرضها أشبار
السفر طويل فهل أعددنا زادا يكفي لتلك الرحلة؟؟؟
بيوتنا تبنى
ونحن ماتبنا
فليتنا تبنا
من قبل ماتبنى منقول