رؤية متأخرة جدا

أخافتني هذه الخاطرة عندما إنتهيت من كتابتها
وقرأتها للمرة الأولى وكنتُ على وشك حذفها فهذا ليس المشاكس الافريقي الذي أعرف يقيناً

فهل تراها تنال رضاكم ؟؟؟؟


* * *

إقرإِني كما لو لم يقرأُني قبلُكِ أحد
واسحبي من على سبورتي
كل الحروف العاشقة للحياة
وحبُّكِ
فأنا يا صغيرتي مثقل بالغرام
وهدير أمواج البحر المتلاطم
على صخور شواطئ مدينتي القابعة وسط بحرمن الظلام
تناديني كي أحتضن مراهقة لم يبرز لها حتى الساعة نهدين كباقي نساء العالم
وقبلُكِ عانيت الوِحْدَةُ
وجف مداد قلمي اليتيم على أسطر الذكريات وغفوتُ
غفوتُ عهداً
هجرتُ فيه المذاقات الحلوة
كصوفي إبان العهد العثماني الأول
بين ضرب الدفوف
وسكب الانخاب بحمامات الحريم
وما بين صراخ وعويل الثكالى
وأنين جرحى الثوار بأرض البلقان وأرضي
كان هناك شك في كل وجودي
وأتيت
أتيتُ غير تلك الجداول بنظم مطران
جئت لا أعلم من أين ولاكني أتيت
فقد جئت بعد زمن التفاحة الأولى بجنان عدن
صنعتني حواء كما تصنع معجنات اليوم
فن وذوق وبراعة أنثى في تشكيل الانسان
يحي الانسان الكامن فيك أيها الرجل
أنا متعبٌ ومرهق الإحساس
فقد كانت جيادي تعدوا دون هوادة
بمراقص التانغو والفلامنكو
وحتى تشا تشا خمسينات القرن الماضي
فخاصرتي الملعونة بِقُبَلِ ألف ألف إمرأة
سحقت إحساس الرجل في جسدي المنهك
وتركتني وقد صرتُ أناهز العمر الضائع
بأعقاب سجائر ملوثة ببصاق مجذومٍ
منهك أنا
وبعيد جداً عنواني
وخيالات عشقي التي أضحت اسطورة الفارس
في حكايات الأطفال
لم تعد مقنعة لصبيٍّ دون العاشرة
فرجائي إقرإِني كما لو لم يقرأُني قبلُكِ أحد

بقلمي م.الشيخ
الخميس 01:18 ص
2010.08.26

دع خيال نبضات قلمك تبحر بك عبر عوسجة الحروف وانين الاسطوره ولا تطفئها بظلمة الجدوال واعقاب سجائر انانية انهاك قلمك علي صخور عزلة الكلمات استمر الغزال الشارد تصفق لقلمك الغجري الرافض لتاشيرة القبوع بين حدود الهذيان ايها المشاكس الافريقي تقبل تحيات قلمي