نقلا عن موقع فيلادلفيا
عندما اكتب عن الأستاذ الراحل المربى على اسعد الجربى أتذكر معرفتي انه كان يسكن بشقة في شارع صوان بمدينة درنة. عمل موظفاً في البلدية يلبس طربوشاً احمر كان يزور مدرستنا التي كانت تقع في شارع الجيش مكان مدرسة الجلاء حاليا لارتباطه بصديقه الأستاذ عبد الكريم جبريل الذي يدرس اللغة العربية وأتذكر أن الأستاذ على اسعد الجربى شارك أساتذة الامتحان الشفهي للشهادة الابتدائية الايطالية العربية لسنة 1935 والتي كنت احد تلاميذها وهم: احمد الغزوانى، ومفتاح الماجرى، ورجب ابو سويل، وصفى الدين القرقنى، واحميدة سرقيوة، وكل ما اعرفه كان عمله مدير الشؤون العربية بالبلدية وهو الذي اشرف على تنظيم جماعة التمثيل الذين منهم محمد عبد الهادى، واحمد النويصرى، واكريمش المؤدب، ومحمد بوغرارة، وبرواق (العكر)، والجيبانى، وغيرهم كثير من الممثلين كما اشترك مع الأستاذ مصطفى بن سعود في خلق فريقين لكرة القدم الأول الشعلة والثاني دارنس.
وبعد انسحاب القوات البريطانية ووصول رومل إلى العلمين وجيشه من عودة الايطاليين أثناء الحرب العالمية الثانية بداية من سنة 1943 التي عين فيها ناظراً للتعليم أيام الإدارة البريطانية وكان مقر عمله هو مدينة المرج وكان أول عمل قام به هو استعمال منهج اللغة العربية المصري التدريبي لكي يقضى على اللهجة التي امتزجت بكلمات ايطالية
تقديم أوراق اعتماده للملك فيصل في العراق
وحدث في يوم من أيام سنة 1944 وكنت اعمل في دكان والدي الذي بسوق الظلام بدرنة جاء وطلب أن اعمل مدرس ورفيقي في الدراسة مفتاح الماجرى. فقلت له بمسابقة فقال أنتما أعرفكما أيام دراستكما. فقلت إذا كان العمل خارج درنة أفضل سوسة قال سأتصرف وكان يوم 10/10/1944 يوم التعيين. فقال أنت ورجب غنيم، اعمل بينكم البخت واخذ قرشا مصرياً كان يستعمل كعملة في ليبيا وطلب منى أن اختار أي جهة وكانت النتيجة أن سوسة للأخ رجب غنيم، بينما قال لي أنت إلى طلميثة وهى قريبة من إدارة التعليم التي تقع بالمرج. سأقدم لك كل التسهيلات للعمل وهناك الناس طيبون وفعلا كانت إقامتي بطلميثة، تعرفت على الأستاذ محمد الساحلى، والحاج عبد الله بوعبد الواحد العوكلى قاضى القرية، والسيد غيث اقدورة والسيد رمضان بوعلى (تركيا) ومجموعة من مشايخ القرية وكان يزورني الأستاذ مصطفى بن عامر الذى كان مفتشاً للتعليم مقره المرج. وكانت جماعة إدارة المرج مثل عبد الكريم جبريل، وحامد الشويهدى، والسنوسى عزوز، وابراهيم الاسطى عمر، الذي كان بالمرج مستشاراً قضائياً لأنها أي طلميثة مصيفاً جميلاً ومدينة أثرية بنيت في عهد بطليموس الإغريقي
مع اللواء محمد نجيب في القاهرة عندما كان وزيراً للدفاع
إن الأستاذ على اسعد الجربى شجعني على تكوين فرقة تمثيل من التلميذات والتلاميذ وفعلا تكونت ومثلت هذه الفرقة عدة تمثيليات مثل (كشهامة العرب) التي مثلتها في المرج وبمدرسة جردس العبيد أول مدرسة داخلية في ليبيا مديرها الأستاذ المبروك الجيبانى ومدير القرية الحاج محمد عمر المختار، ابن بطل الجهاد الليبي الذي عمل على تشجيع الأطفال وتقديم كل طلباتهم أثناء وجودهم بجردس العبيد.
هذا وذكر انه أول من ادخل المناهج المصرية العربية في ليبيا والدليل على ذلك أطلق على اسم مدرسة الزهير الحالية في درنه اسم مدرسة النصر لأنه كان يعتز بلغة القران اللغة العربية، وهو الذي تعلم في اسطنبول لغات متعددة منها العربية والفرنسية والتركية والايطالية كل ذلك حدث ابتداء من سنة 1921 إلى سنة 1924. وهو الذي تولى مناصب كثيرة أهمها ممثل برقة بمجلس هيئة الأمم بليبيا ثم وزيراً للخارجية والصحة سنة 1951 ثم وزيراً للدفاع
مع الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم
انه الرجل الذي تقدم على يديه التعليم، الذي فُقِد أيام الأتراك والايطاليين وأرسل البعثات من الطلاب الليبيين للدراسة في الكليات العسكرية في تركيا والعراق واهتم بالبحرية والطيران حيث أنشئت كلية عسكرية في ليبيا ولما سنحت له تركيا أيام عمله وزير دفاع قائداً للجيش طلب أن يكون ليبي الأصل وفعلا تسلم رئاسة الجيش لللواء عمران الجاضرة، وهو ليبي الأصل ثم ارجع لأقول أثناء عمله بالتعليم استقدم بعثة مصرية وطبق المناهج المصرية التي رفعت من مستوى التعليم وجاء إلى هذه البلاد أيامه الأستاذ نقولا رائد علم التاريخ والتربية. زيادة عمل مع أساتذة مثل محمد سرقيوة، وحامد الشويهدى، وأرسل بعثات من الطلاب إلى مصر التدريب.
وفى سنة 1954 انتقل سفيراً لليبيا وسفيراً غير مقيم لدى العراق ولما استقلت الجزائر التي كانت لها صلة بثوارها مثل بن خذة، وبن جديد، وبن بله. وعين سفيراً لليبيا في فرنسا التي يرأسها الجنرال ديقول صديق العرب، والذي صار صديقه أيام عمله بفرنسا هذا وبالمناسبة لما عمله الأستاذ على اسعد في السفارة بباريس وجد احد طلابه يعمل مستشاراً بالسفارة وهو الدكتور قدري الأطرش فكان من الذين اعتمد عليهم أيام عمله بالسفارة
على اسعد الجربى .. بعد مرور 65 سنة على إفادة للمدرسين الليبيين للتدريب في مصر
أحمد الغزواني
14/12/2008
عندما اكتب عن الأستاذ الراحل المربى على اسعد الجربى أتذكر معرفتي انه كان يسكن بشقة في شارع صوان بمدينة درنة. عمل موظفاً في البلدية يلبس طربوشاً احمر كان يزور مدرستنا التي كانت تقع في شارع الجيش مكان مدرسة الجلاء حاليا لارتباطه بصديقه الأستاذ عبد الكريم جبريل الذي يدرس اللغة العربية وأتذكر أن الأستاذ على اسعد الجربى شارك أساتذة الامتحان الشفهي للشهادة الابتدائية الايطالية العربية لسنة 1935 والتي كنت احد تلاميذها وهم: احمد الغزوانى، ومفتاح الماجرى، ورجب ابو سويل، وصفى الدين القرقنى، واحميدة سرقيوة، وكل ما اعرفه كان عمله مدير الشؤون العربية بالبلدية وهو الذي اشرف على تنظيم جماعة التمثيل الذين منهم محمد عبد الهادى، واحمد النويصرى، واكريمش المؤدب، ومحمد بوغرارة، وبرواق (العكر)، والجيبانى، وغيرهم كثير من الممثلين كما اشترك مع الأستاذ مصطفى بن سعود في خلق فريقين لكرة القدم الأول الشعلة والثاني دارنس.
وبعد انسحاب القوات البريطانية ووصول رومل إلى العلمين وجيشه من عودة الايطاليين أثناء الحرب العالمية الثانية بداية من سنة 1943 التي عين فيها ناظراً للتعليم أيام الإدارة البريطانية وكان مقر عمله هو مدينة المرج وكان أول عمل قام به هو استعمال منهج اللغة العربية المصري التدريبي لكي يقضى على اللهجة التي امتزجت بكلمات ايطالية.
تقديم أوراق اعتماده للملك فيصل في العراق
وحدث في يوم من أيام سنة 1944 وكنت اعمل في دكان والدي الذي بسوق الظلام بدرنة جاء وطلب أن اعمل مدرس ورفيقي في الدراسة مفتاح الماجرى. فقلت له بمسابقة فقال أنتما أعرفكما أيام دراستكما. فقلت إذا كان العمل خارج درنة أفضل سوسة قال سأتصرف وكان يوم 10/10/1944 يوم التعيين. فقال أنت ورجب غنيم، اعمل بينكم البخت واخذ قرشا مصرياً كان يستعمل كعملة في ليبيا وطلب منى أن اختار أي جهة وكانت النتيجة أن سوسة للأخ رجب غنيم، بينما قال لي أنت إلى طلميثة وهى قريبة من إدارة التعليم التي تقع بالمرج. سأقدم لك كل التسهيلات للعمل وهناك الناس طيبون وفعلا كانت إقامتي بطلميثة، تعرفت على الأستاذ محمد الساحلى، والحاج عبد الله بوعبد الواحد العوكلى قاضى القرية، والسيد غيث اقدورة والسيد رمضان بوعلى (تركيا) ومجموعة من مشايخ القرية وكان يزورني الأستاذ مصطفى بن عامر الذى كان مفتشاً للتعليم مقره المرج. وكانت جماعة إدارة المرج مثل عبد الكريم جبريل، وحامد الشويهدى، والسنوسى عزوز، وابراهيم الاسطى عمر، الذي كان بالمرج مستشاراً قضائياً لأنها أي طلميثة مصيفاً جميلاً ومدينة أثرية بنيت في عهد بطليموس الإغريقي.
مع اللواء محمد نجيب في القاهرة عندما كان وزيراً للدفاع
إن الأستاذ على اسعد الجربى شجعني على تكوين فرقة تمثيل من التلميذات والتلاميذ وفعلا تكونت ومثلت هذه الفرقة عدة تمثيليات مثل (كشهامة العرب) التي مثلتها في المرج وبمدرسة جردس العبيد أول مدرسة داخلية في ليبيا مديرها الأستاذ المبروك الجيبانى ومدير القرية الحاج محمد عمر المختار، ابن بطل الجهاد الليبي الذي عمل على تشجيع الأطفال وتقديم كل طلباتهم أثناء وجودهم بجردس العبيد.
هذا وذكر انه أول من ادخل المناهج المصرية العربية في ليبيا والدليل على ذلك أطلق على اسم مدرسة الزهير الحالية في درنه اسم مدرسة النصر لأنه كان يعتز بلغة القران اللغة العربية، وهو الذي تعلم في اسطنبول لغات متعددة منها العربية والفرنسية والتركية والايطالية كل ذلك حدث ابتداء من سنة 1921 إلى سنة 1924. وهو الذي تولى مناصب كثيرة أهمها ممثل برقة بمجلس هيئة الأمم بليبيا ثم وزيراً للخارجية والصحة سنة 1951 ثم وزيراً للدفاع.
مع الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم
انه الرجل الذي تقدم على يديه التعليم، الذي فُقِد أيام الأتراك والايطاليين وأرسل البعثات من الطلاب الليبيين للدراسة في الكليات العسكرية في تركيا والعراق واهتم بالبحرية والطيران حيث أنشئت كلية عسكرية في ليبيا ولما سنحت له تركيا أيام عمله وزير دفاع قائداً للجيش طلب أن يكون ليبي الأصل وفعلا تسلم رئاسة الجيش لللواء عمران الجاضرة، وهو ليبي الأصل ثم ارجع لأقول أثناء عمله بالتعليم استقدم بعثة مصرية وطبق المناهج المصرية التي رفعت من مستوى التعليم وجاء إلى هذه البلاد أيامه الأستاذ نقولا رائد علم التاريخ والتربية. زيادة عمل مع أساتذة مثل محمد سرقيوة، وحامد الشويهدى، وأرسل بعثات من الطلاب إلى مصر التدريب.
وفى سنة 1954 انتقل سفيراً لليبيا وسفيراً غير مقيم لدى العراق ولما استقلت الجزائر التي كانت لها صلة بثوارها مثل بن خذة، وبن جديد، وبن بله. وعين سفيراً لليبيا في فرنسا التي يرأسها الجنرال ديقول صديق العرب، والذي صار صديقه أيام عمله بفرنسا هذا وبالمناسبة لما عمله الأستاذ على اسعد في السفارة بباريس وجد احد طلابه يعمل مستشاراً بالسفارة وهو الدكتور قدري الأطرش فكان من الذين اعتمد عليهم أيام عمله بالسفارة.
تقديم أوراق اعتماده كسفير لدى الجمهورية الفرنسية
وأخيراً الأعمال التي قام بها الأستاذ المربى على اسعد الجربى لا تحصى، كلها لصالح أبناء الوطن ووطنه الجماهيرية قضاها خلال ستة وستين عاماً، وتوفى يوم السبت الموفق 19/4/1969 عند الساعة السادسة والنصف مساءً رحمه الله تعالى رحمة واسعة