الشهيـدان

هذه أبيات استلهمتهما من وحى شخصيتين شهيرتين في تاريخنا العربي المعاصر سقطتا على أعمدة المشانق فتمثل الذهن العربي كل واحد منهما شهيدين عمر المختار وحبله الذي سقط معه ملتصقا برقبته وصدام حسين وحبله الذي سقط معه ملتصقا برقبته فكان الحبل بعضا من كل منهما ولذلك خاطبته.


الشهيـدان

من منكما أعطى الخلود
يـا هـامـتـان تهللا
وتـعـانقا iiمتخاصرين
وتـلاحـما iiمتعاهدين
يـا بـعض ارث خالد
حـبـلا تسلقه iiالرقاب


مـعـناه أنت أم الشهيد
اشـراقتين على iiالوجود
فـأوحـيا عذب iiالنشيد
عـلى الشهادة iiوالصمود
من فيض أوسمة الجدود
عـلـى بساط من وعود



أن يجدعا أنف الدعي وكل جبار عنيد


فـيخلدان كفارسين
إذ يومضان كنجمتين
عهدا تهش له السماء
أوفى به شيخ جليل


لـيـهديا حلما ii جديد
على ثرى الأفق البعيد
هي المبارك iiوالشهود
القدر لم يخشى iiالوعيد



وأطـل مـن علياءه جبلا صبورا لا iiيحيد
في عقر مصرعه الأشم بساحة الوطن العتيد
حـيث المقر المستقر القبر والحضن الودود
حـيث المصلى والمقام وغار ثور من iiجديد
حيث الحمائم والعناكب تذرع الدرب iiالكؤود



وأريج ذكر iiالصاحبين
وسناء نورهما iiيحطم
أكـبـرت فيه iiشهامة
بحصافة الشيخ الوقور
وتدافع النهر iiالشموس
وتهتك السيف استثير
وتـغـضنا في هامة


يـبـدد الملل الوئيد
سطوة الرعب iiالعنيد
نسيت معالمها iiالعهود
وبـسمة الطفل الوليد
يضيق ذرعا iiبالركود
بـكف حمزة iiوالوليد
أزرى بها عدم الرقود



ما طأطأت يوما لغير الله أو عرفت سجود


أو أنسيت في iiلحظة
الأذنـ تصدع iiبالخنا
والسجن يحفل صاخبا
والموت يرقب زائرا
والـقلب يخطر هائما
يـهب اللسان شجاعة
لـفظ الشهادة iiإنـها
أكـرمـ بتلك iiقناعة
عـطـر بتلك نسائما
يـتـمـثلان iiمعانيا


رغـمـ المساءة iiوالقيود
والـرجل يرفل iiبالحديد
بـالـموبقات وبالجنود
والروح في حبل iiالوريد
فـيـ روح قرآن iiمجيد
كـيـمـا يكر ويستزيد
سـمـ الـجلاوزة العبيد
تفضي إلى العيش السعيد
مـن نفح جنات iiالخلود
في كل قلب في iiالوجود



يـبـقى شذاه على المدى ذكرا تجلجل iiنستعيد
فـيـ كل حين نبضها من كل أين أو iiصعيد
في كل أرض دنست أرجائها ..... في كل جيد
مـنـ فـيضه دين لها ما فوق مطلبه iiالمزيد
وتـرافـقـا أسـطورة أبدا سيرضعها iiالحفيد
رشـفـاتـ مـجـد عتقت أثداء تاريخ مجيد