بسم الله الرحمن الرحيم
التحصينات النبوية من المكائد الشيطانية
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد..
فإن الله تبارك وتعالى بين عداوة الشيطان لابن آدم فقال: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]
وتلك مهمته التي يسعى لأجلها، وبين النبي صلى الله عليه وسلم كذلك حرص الشيطان على إضلال بني الإنسان، فقال عليه الصلاة والسلام: «إن الشيطان قال: وعزتك يارب لا أبرح أغوي عبادك مادامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني»
وبمقابلة حرص الشيطان على الإضلال حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية البشر، وحذر أمته من الوسائل الشيطانية ووساوسه، فمن اعتصم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من سبل في محاربة الشيطان ودحره ونحره، لم يضره كيد الشيطان، ولم تؤثر فيه نزغاته وخطراته.
وقد جمعت في هذه الورقات بعض التصحينات النبوية والطرق الشرعية في صد الحملات الشيطانية، فالزم أخي المسلم هذه الحروز، وعض عليها بالنواجذ، فقد أتتك من الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى، واجعلها عوناً لك في معركتك مع الشيطان، يكتب لك النصر والظفر والفوز على عدوك اللعين في الدنيا والآخرة، وإليك هذه الحروز النبوية الشريفة.
حصن التوحيد قال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك» وقال صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول من خلق ربك، فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته»
حصن ضد الوسوسة عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبيني صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنرب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً»
قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200]
وقال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 97-98]
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدركم صلى ثلاثاً أم أربعاً، فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإذا كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماماً لأربع كانتا ترغيماً للشيطان»
حصن عند النوم يقرأ آية الكرسي: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]
«من قرأها إذا أوى إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان»
حصن عن الفزع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم من الفزع كلمات: «أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون»
حصن عند الرؤيا المكروهة قال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثاً، ويتحول عن جنبه الذي كان عليه»
وقال صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئاً يكره، فلينفث عن يساره ثلاث مرات، ثم ليتعوذ من شرها فإنها لا تضره»
حرز عند الاستيقاظ قال صلى الله عليه وسلم: «إذا استيقظ أحدكم من منامه، فتوضأ فليستنثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت في خياشيمه»
حصن لحل عقد الشيطان عند النوم قال صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافيه رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»
حصن قرآنية من الشيطان قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناماً، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع صورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة» وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس فلما نزل المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك.
حصن فيه رقية جبريل عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد: قل
قلت: وما أقول؟ قال: قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن»
وقال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد اشتكيت؟ قلت: نعم قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، بسم الله أرقيك، والله يشفيك»
حصن من فجأة البلاء في الصباح والمساء قال صلى الله عليه وسلم: «من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي»
حرز آخر في الصباح والمساء قال أبو بكر: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: «يا أبا بكر قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوء، أو أجره إلى مسلم»
حصن عند الطعام والشراب ودخول البيت قال صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل الرجل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء»
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يستحل الطعام لا يذكر اسم الله عليه»
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله»
حصن لحفظ البيوت قال صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرأ في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال»
حصن عند الخروج من البيت قال صلى الله عليه وسلم: «من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي»
حصن من الحريق قال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه» لأن الحريق من النار وهي مادة الشيطان التي خلق منها، والتكبير يضعف الشيطان ومادته.
حصن وقائي قال صلى الله عليه وسلم: «غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، وأغلقوا, وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناءً، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الله فليفعل، فإن الفويسقة (يعني الفأرة) تضرم على أهل البيت بيتهم»
حصن لحفظ الأطفال عند الغروب قال صلى الله عليه وسلم: «إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم فإنها ساعة ينتشر فيها الشياطين» وقال صلى الله عليه وسلم: «احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء، فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين» وقال صلى الله عليه وسلم: «كفوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشاراً وخطفة»
حصن لرقية الأطفال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين يقول: «أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة»، قال: وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها اسماعيل وإسحاق.
حصن لحفظ الطفل قبل أن يولد قال صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبداً»
حصن عند دخول الخلاء قال صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»وقال صلى الله عليه وسلم: «ستر ما بين الجن وعورات بني آدم، إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله»
حصن إذا دخل بلداً أو قرية كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول: «اللهم رب السموات السبع وما أظللت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما أذرت، ورب الشياطين وما أضلت، إني أسألك خيرها وخير مافيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها»
حصن إذا سمع نهيق الحمير ونباح الكلاب قال صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم نباح الكلاب، ونهيق الحمير بالليل، فتعوذوا بالله، فإنهن يرون ما لا ترون»
حصن عند التثاؤب قال صلى الله عليه وسلم: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها ضحك منه الشيطان» وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب».
حصن عند ركوب البعير قال صلى الله عليه وسلم: «ما من يعبر إلا على ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله إذا ركبتموها كما أمركم، ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله»
حصن ضد الفتنة بالنساء قال صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإن ذلك يرد مما في نفسه» وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان».
حصن عند دخول السوق بين النبي صلى الله عليه وسلم أن السوق «معركة الشيطان وبها ينصب رايته»
وعلم أمته دعاء السوق فقال: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة»
حصن عند الغضب قال صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ»
وقال صلى الله عليه وسلم في رجل غاضب يسب صاحبه: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»
منقول