السلام عليكم
أولا: بمناسبة حلول شهر ذي الحجة أذكِّرُكُم بضرورة اغتنام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة بالصيام والأعمال الصالحة، فالعبادات: من صلاة وصيام، وصدقة، وذكر واستغفار، وتسبيح وتهليل، وقراءة للقرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعانة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين... هذه العبادات في هذه الأيام - وفي هذه الأيام فقط - أفضل من الجهاد في سبيل الله (إلا رجلا خرج للجهاد مخاطرًا بنفسه وماله وعدته وعتاده فأهريق دمه، وتناثرت أشلاؤه، وحطمت أدواته، ونهب ماله وسلاحه، فهذا فقط هو الذي يفضل العابد في هذه الأيام).
ولذلك فيستحب صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها – وبالأخص يوم عرفة، فصيام يوم عرفة يُكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده.
فلا تدَعوا هذه الأيام تمر وأنتم عنها غافلون، بل اغتنموها/استغلوها بالقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات.
إنها فرصة للتطهير والغفران، إنها فرصة للتخلص من الذنوب والأوزار...
فينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله وذكره وشكره، واستغلال هذه الأيام والتعرض لنفحات الله ليحوز على رضا مولاه، والله الموفق.
ثانيا: إليكم الآيات والأحاديث التي تدل على فضل هذه الأيام:
قوله تعالى:{ وَالْفَجْرِ، وَلَيالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 89/1-5] .
وقوله:{ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) وقد فسرت بأنها أيام العشر.
- روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من أيام، العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
- وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
- وروى ابن حبان رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أفضل الأيام يوم عرفة).
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده).
وفقكم الله، وأعاننا جميعًا على طاعته والتقرب إليه في هذه الأيام وفي سائر الأيام، قولوا آمين