•·.·°¯`·.·•مـنـتـدى إيـرآســـآ درنـة •·.·°¯`·.·•
{ نورت } ... آلمنتدى ضيفنآ آلكريمـ
•·.·°¯`·.·•مـنـتـدى إيـرآســـآ درنـة •·.·°¯`·.·•
{ نورت } ... آلمنتدى ضيفنآ آلكريمـ
•·.·°¯`·.·•مـنـتـدى إيـرآســـآ درنـة •·.·°¯`·.·•
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

•·.·°¯`·.·•مـنـتـدى إيـرآســـآ درنـة •·.·°¯`·.·•

منتدى ايراسا .::. شعارنا درنه للجميع و بالجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 و لا تنس نصيبك من الدنيا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
درناوى متغرب
عضو نشيط



عدد المساهمات : 398
نقاط : 1077
تاريخ التسجيل : 04/11/2009

و لا تنس نصيبك من الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: و لا تنس نصيبك من الدنيا   و لا تنس نصيبك من الدنيا Emptyالخميس يناير 07, 2010 4:50 pm



· فصل : و لا تنس نصيبك من الدنيا

تأملت أحوال الصوفية و الزهاد ، فرأيتأكثرها منحرفاً عن الشريعة ، بين جهل بالشرع ، و ابتداع بالرأي . يستدلون بآيات لايفهمون معناها ، و بأحاديث لها أسباب ، و جمهورها لا يثبت .
فمن ذلك ، أنهمسمعوا في القرآن العزيز : و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرورأنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينةثم سمعوا فيالحديث : للدنيا أهون على الله من شاة ميتة ، على أهلهافبالغوا في هجرها من غير بحث عن حقيقتها .
و ذلك أنه ما لم يعرفحقيقه الشيء فلا يجوز أن يمدح و لا أن يذم .
فإذا بحثنا عن الدنيا رأينا هذهالأرض البسيطة التي جعلت قراراً للخلق ، تخرج منها أقواتهم ، و يدفن فيها أمواتهم .
و مثل هذا لا يذم لموضع المصلحة فيه و رأينا ما عليها من ماء ، و زرع ، وحيوان ، كله لمصالح الآدمي ، و فيه حفظ لسبب بقائه . و رأينا بقاء الآدمي سبباًلمعرفة ربه ، و طاعته إياه ، و خدمته ، و ما كان سبباً لبقاء العارف العابد ، يمدحو لا يذم ، فبان لنا أن الذم إنما هو لأفعال الجاهل ، أو العاصي في الدنيا ، فإنهإذا اقتنى المال المباح ، و أدى زكاته ، لم يلم .
فقد علم ما خلف الزبير ، وابن عوف و غيرهما ، و بلغت صدقة علي ـ رضي الله عنه ـ أربعين ألفاً . و خلفت ابنمسعود تسعين ألفاً ، و كان الليث ابن سعد يشتغل كل سنة عشرين ألفاً ، و كان سفيانيتجر بمال ، و كان ابن مهدي يشتغل كل سنة ألفى دينار .
و إن أكثر من النكاحو السراري ، كان ممدوحاً لا مذموماً فقد كان للنبي صلى الله عليه و سلم زوجات ، وسراري . و جمهور الصحابة ، كانوا على الإكثار من ذلك . و كان لعلي بن أبي طالب ـرضي الله عنه ـ أربع حرائر ، و تسع عشرة أمة . و تزوج ولده الحسن ، نحواً منأربعمائة .
فإن طلب التزوج للأولاد ، فهو الغاية في التعبد ، و إن أرادالتلذذ فمباح ، يندرج فيه من التعبد ما لا يحصى ، من إعفاف نفسه و المرأة ، إلى غيرذلك . و قد أنفق موسى ـ عليه السلام ـ من عمره الشريف عشر سنين في مهر بنت شعيب .
فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء ، لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه و قدقالابن عباسرضي الله عنهما : [ خيار هذه الأمة أكثرهانساء ] .
و كان يطأ جارية له ، و ينزل في أخرى . و قالت سرية الربيع بن خيثم : كان الربيع يعزل . و أما المطعم ، فالمراد منه تقوية هذا البدن لخدمة الله عز وجل، و حق على ذي الناقة أن يكرمها لتحمله .
و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يأكل ما وجد اللحم أكله و يأكل لحم الدجاج ، و أحب الأشياء إليه الحلوى والعسل ، و ما نقل عنه أنه امتنع من مباح . و جيء علي رضي الله عنه بفالوذج فأكل منه، و قال : [ ما هذا ] ؟ قالوا : يوم النوروز ، فقال : [ نوروزنا كل يوم ] .
و إنما يكره الأكل فوق الشبع ، و اللبس على وجه الاختيال و البطر .
وقد اقتنع أقوام بالدون من ذلك ، لأن الحلال الصافي لا يكاد يمكن فيه تحصيل المراد ،و إلا فقد لبس النبي صلى الله عليه و سلم حلة اشتريت له بسبعة و عشرين بعيراً . وكان لتميم الداري حلة اشتريت بألف درهم ، يصلي فيها بالليل .
فجاء أقوام ،فأظهروا التزهد ، و ابتكروا طريقة زينها لهم الهوى ، ثم تطلبوا لها الدليل .
و إنمان ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها . ثم انقسموا :
فمنهم ، متصنع في الظاهر ، لبث الشري في الباطن ، يتناول فيخلواته الشهوات ، و ينعكف على اللذات . و يري الناس بزيه أنه متصوف متزهد ، و ماتزهد إلا القميص ، و إذا نظر إلى أحواله فعنده كبر فرعون .
و منهم : سليمالباطن ، إلا أنه في الشرع جاهل .
و منهم : من تصدر ، و صنف ، فاقتدى بهالجاهلون في هذه الطريقة ، و كانوا كعمي اتبعوا أعمى .
و لو أنهم تلمحواالأمر الأول ، الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضي الله عنهم ،لما زلوا .
و لقد كان جماعة من المحققين ،لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حادعن الشريعة ، بل يوسعونه لوما .
فنقل عنأحمدأنهقال لهالمروذي: ما تقول في النكاح ؟ فقال : [ سنةالنبي صلى الله عليه و سلم ] . فقال : فقد قال إبراهيم . قال : فصاح بي و قال : جئتنا ببنيات الطريق ؟ و قيل له : إفي سريا السقطي قال : لما خلق الله تعالى الحروف، و قف الألف و سجدت الباء ، فقال : نفروا الناس عنه .
و اعلم أن المحقق لايهوله اسم معظم ، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أتظن أنا نظن أنطلحة و الزبير ، كانا على الباطل ؟ فقال له : [ إن الحق لا يعرف بالرجال ، أعرفالحق تعرف أهله ] .
و لعمري أنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام ، فإذا نقلعنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله ، لتعظيمهم في نفسه . كما ينقل عن أبي يزيد رضيالله عنه ، أنه قال : [ تراعنت علي نفسي فحلفت لا أشرب الماء سنة ] . و هذا إذا صحعنه ، كان خطأ قبيحاً . و زلة فاحشة ، لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن ، و لايقوم مقامه شيء . فإذا لم يشرب فقد سعى في أذى بدنه . و قد كان يستعذب الماء لرسولالله صلى الله عليه و سلم . أفترى هذا فعل من يعلم أن نفسه ليست له ، و أنه لا يجوزالتصرف فيها إلا عن إذن مالكها .
و كذلك ينقلون عن بعض الصوفية ، أنه قال : [ سرت إلى مكة على طريق التوكل حافياً ، فكانت الشوكة تدخل في رجلي فأحكها بالأرض ولا أرفعها ، و كان علي مسح ، فكانت عيني إذا آلمتني أدلكها بالمسح فذهبت إحدى عيني ] .
و أمثال هذا كثير ، و ربما حملها القصاص على الكرامات ، و عظموها عندالعوام ، فيخايل لهم أن فاعل هذا أعلى مرتبة منالشافعي، وأحمد.
و لعمري ، إن هذا من أعظمالذنوب أقبح العيوب ، لأن الله تعالى قالو لا تقتلوا أنفسكم
.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام : إن لنفسكعليك حقاً. و قد طلب أبو بكر رضي الله عنه ، في طريق الهجرة للنبي صلى اللهعليه و سلم ، ظلا ، حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها
.
و قد نقل عن قدماء هذهالأمة بدايات هذا التفريط ، و كان سببه من وجهين : أحدهما : الجهل بالعلم ، والثاني : قرب العهد بالرهبانية .
و قد كان الحسن يعيب فرقد السبخي ، و مالكبن دينار ، في زهدهما فرأى عنده طعام فيه لحم ، فقال: [ لا رغيفي مالك ، و لا صحنافرقد ] . و رأى على فرقد كساء ، فقال : [ يا فرقد إن أكثر أهل النار أصحاب الأكسية ] .
وكم قد زوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد و لا ماء وهو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال ، و أن الله تعالى لا يجرب عليه . فربما سمعهجاهل من التائبين فخرج فمات في الطريق ، فصار للقائل نصيب من إثمه . و كم يروون عنذي النون : أنه لقي امرأة في السياحة فكلمها و كلمته ، و ينسون الأحاديث الصحاح : لا يحل لامرأة أن تسافر يوماً و ليلة إلا بمحرم.
و كم ينقلون : أن أقواماً مشوا على الماء ، و قد قالإبراهيمالحربي: [ لا يصح أن أحداً مشى على الماء قط ] . فإذا سمعوا هذا قالوا : أتنكرون كرامات الأولياء الصالحين ؟
فنقول : لسنا من المنكرين لها ، بل نتبعما صح ، و الصالحون همالذين يتبعون الشرع ، و لا يتعبدون بآرائهم .
و فيالحديث : إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم.
وكم يحثون على الفقر حتى حملوا خلقاً على إخراج أموالهم ، ثم آل بهم الأمر إما إلىالتسخط عند الحاجة ، و إما إلى التعرض بسؤال الناس . و كم تأذى مسلم بأمرهم الناسبالتقلل ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ثلث طعام ، و ثلثشراب ، و ثلث نفس. فما قنعوا حتى أمروا بالمبالغة في التقلل
.
فحكىأبو طالب المكي في [ قوت القلوب ] : أن فيهم من كان يزن قوته بكربة رطبة ، ففي كلليلة يذهب من رطوبتها قليل ، و كنت أنا ممن اقتدى بقوله في الصبا ، فضاق المعي وأوجب ذلك ، مرض سنين .
أفترى هذا شيئاً تقتضيه الحكمة ، أو ندب إليه الشرع ؟و إنما مطية الأدمي قواه ، فإذا سعى في تقليلها ، ضعف عن العبادة . فإنا لودخلنا ديار الروم ، فوجدنا أثمان الخمور و أجرة الفجور ، كان لنا حلالاً بوصفالغنيمة .
أفتريد حلالاً ، على معني أن الحبة من الذهب لم تنتقل مذ خرجت منالمعدن ، على وجه لا يجوز ؟فهذا شيء لم ينظر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم . أو ليس قد سمعت أن الصدقة عليه حرام ، فلما تصدق على بريرة بلحم فأهدته ، جازله آكل تلك العين لتغير الوصف . و قد قالأحمد بن حنبل[ أكره التقلل من الطعام ، فإن أقواماً ما فعلوه فعجزوا عن الفرائض ] . و هذا صحيح . فإن المتقلل لا يزال يتقلل إلى أن يعجز عن النوافل ثم الفرائض ، ثم يعجز عن مباشرةأهله و إعفافهم ، و عن بذل القوى في الكسب لهم ، و عن فعل خير قد كان يفعله .
و لا يهولنك ما تسمعه من الأحاديث التي تحث على الجوع ، فإن المراد بها إماالحث على الصوم و إما النهي عن مقاومة الشبع . فأما تنقيص المطعم على الدوام ،فمؤثر في القوى ، فلا يجوز .
ثم في هؤلاء المذمومين من يرى هجر اللحم ، والنبي صلى الله عليه و سلم كان يود أن يأكله كل يوم .
و اسمع مني بلا محاباة : لا تحتجن علي بأسماء الرجال ، فتقول : قال بشر ، و قال إبراهيم بن أدهم ، فإن مناحتج بالرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة . على أنلأفعال أولئك وجوهاً نحملها عليهم بحسن الظن . و لقد ذاكرت بعض مشايخنا ما يروى عنجماعة من السادات ، أنهم دفنوا كتبهم فقلت له : ما وجه هذا ؟ فقال : أحسن ما نقولأن نسكت ، يشير إلى أن هذا جهل من فاعله . و تأولت أنا لهم ، فقلت : لعل ما دفنوامن كتبهم ، فيه شيء من الرأي ، فما رأوا أن يعمل الناس به .
و لقد روينا فيالحديث ، عن أحمد بن أبي الحواري : أنه أخذ كتبه فرمى بها في البحر ، و قال : [ نعمالدليل كنت ! و لا حاجة لنا إلى الدليل بعد الوصول إلى المدلول ] .
و هذا ـإذا أحسنا به الظن ـ قلنا : كان فيها من كلامهم ما لا يرتضيه . فأما إذا كانتعلوماً صحيحة ، كان هذا من أفحش الإضاعة ، و أنا و إن تأولت لهم هذا ، فهو تأويلصحيح في حق العلماء منهم ، لأنا قد روينا عنسفيان الثوري: أنه قد أوصى بدفن كتبه ، و كان ندم على أشياء كتبها ، عن قوم ، و قال : حملني شهوة الحديث ـ و هذا لأنه كان يكتب عن الضعفاء و المتروكين ، فكأنه لما عسرعليه التمييز أوصى بدفن الكل .
و كذلك من كان له رأي من كلامه ثم رجع عنه ،جاز أن يدفن الكتب التي فيها ذلك ، فهذا وجه التأويل للعلماء .
فأماالمتزهدون ، الذين رأوا صورة فعل العلماء ، و دفنوا كتباً صالحة لئلا تشغلهم عنالتعبد ، فإنه جهل منهم ، لأنهم شرعوا في إطفاء مصباح يضيء لهم ، مع الإقدام علىتضييع مال لا يحل تضييعه .
و من جملة من عمل بواقعه في دفن كتب العلم ،يوسف بن أسباط، ثم لم يصبر عن التحديث فخلط ، فعد فيالضعفاء .
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : أخبرنا محمد بن المظفرالشامي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال : حدثنا يوسف بن أحمد ، قال : حدثنا محمد ابن عمرو العقيلي قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : أخبرنا أحمد بن خالدالخلال . قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : قلتليوسف بن أسباط: كيف صنعت بكتبك ؟ قال : [ جئت إلى الجزيرة ، فلما نضب الماء دفنتها عليها، فذهبت ] .
قلت : ما حملك على ذلك ؟ قال : [ أردت أن يكون الهم هماً واحداً ] .
قالالعقيلي: و حدثني آدم ، قال : سمعتالبخاريقال : قال صدقة : [ دفن يوسف بن أسباط كتبه ، وكان يغلب عليه الوهم فلا يجيء كما ينيغي ] .
قال المؤلف : قلت : الظاهر أنهذه كتب علم ينفع ، و لكن قلة العلم أوجبت هذا التفريط ، الذي قصد به الخير ، و هوشر . فلو كانت كتبه من جنس كتبالثوري، فإن فيها ، عنضعفاء و لم يصح له التمييز ، قرب الحال . إنما تعليله يجمع الهم هو الدليل على أنهاليست كذلك ، فانظر إلى قلة العلم ، ماذا تؤثر مع أهل الخير .
و لقد بلغنا فيالحديث عن بعض من نعظمه ، و نزوره ، أنه كان على شاطئ دجلة ، فبال ثم تيمم ، فقيلله : الماء قريب منك ، فقال : خفت ألا أبلغه ! !
و هذا و إن كان يدل على قصرالأمل ، إلا أن الفقهاء إذا سمعوا عنه مثل هذا الحديث تلاعبوا به ، من جهة أنالتيمم ، إنما يصح عند عدم الماء . فإذا كان الماء موجوداً كان تحريك اليدينبالتيمم عبثاً . و ليس من ضروري وجود الماء أن يكون إلى جانب المحدث ، بل لو كانعلى أزرع كثيرة ، كان موجوداً فلا فعل للتيمم و لا أثر حينئذ . و من تأمل هذهالأشياء ، علم أن فقيهاً واحداً ـ و إن قل أتباعه و خفت إذا مات أشياعه ـ أفضل منألوف تتمسح العوام بهم تبركاً ، و يشيع جنائزهم ما لا يحصى . و هل الناس إلا صاحبأثر نتبعه ، أو فقيه يفهم مراد الشرع و يفتي به ؟ نعوذ بالله من الجهل ، و تعظيمالأسلاف تقليداً لهم بغير دليل ! فإن من ورد المشرب الأول ، رأى سائر المشارب كدرة .
و المحنة العظمى مدائح العوام ، فكم غرت ... ! ! كما قال علي رضي الله عنه : [ ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً ] . و لقد رأينا و سمعنا منالعوام ، أنهم يمدحون الشخص ، فيقولون : لا ينام الليل ، و لا يفطر النهار ، و لايعرف زوجة ، و لا يذوق من شهوات الدنيا شيئاً ، قد نحل جسمه ، و دق عظمه حتى أنهيصلي قاعداً ، فهو خير من العلماء الذين يأكلون و يتمتعون . ذلك مبلغهم من العلم ،و لو [ فقهوا ] علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ، ويخبر بشريعته ، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله تعالى خيراً و أفضل من عبادهذلك العابد باقي عمره . و قد قالابن عباسرضي الله عنه : [ فقيه واحد ، أشد على إبليس من ألف عابد ] .
و من سمع هذا الكلام فلايظنن أنني أمدح من لا يعمل بعلمه . و إنما أمدح العاملين بالعم ، و هم أعلم بمصالحأنفسهم . فقد كان فيهم من يصلح على خشن العيش ،كأحمد بن حنبل. و كان فيهم ، من يستعمل رقيق العيش ،كسفيان الثوري، مع ورعه ، ومالكمع تدينه ، والشافعيمع قوة فقهه .
و لا ينبغي أن يطالب الإنسان بمايقوى عليه غيره ، فيضعف هو عنه .
فإن الإنسان أعرف بصلاح نفسه . و قد قالترابعة : [ إن كان صلاح قلبك في الفالوذج ، فكله ] .
و لا تكون أيها السامعممن يرى صور الزهد . فرب متنعم لا يريد التنعم و إنما يقصد المصلحة . و ليس كل بدنيقوى على الخشونة ، خصوصاً من قد لاقى الكد و أجهده الفكر ، و أمضه الفقر ، فإنه إنلم يرفق بنفسه ، ترك واجباً عليه من الرفق بها .
فهذه جملة لو شرحتها بذكرالأخبار و المنقولات لطالت ، غير أني سطرتها على عجل حين جالت في خاطري ، و اللهولي النفع برحمته .
من كتاب صيد الخاطر






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Reemas
عضو نشيط
Reemas


عدد المساهمات : 142
نقاط : 195
تاريخ التسجيل : 14/12/2009
العمر : 36

و لا تنس نصيبك من الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: و لا تنس نصيبك من الدنيا   و لا تنس نصيبك من الدنيا Emptyالسبت يناير 09, 2010 1:57 pm

فعلآ في ناس صوفيه يبتدعو بطريقه غريبه تدل علي الجهل و المشكله ناس متعلمه حتي اني قريت كتاب لشخص صوفي من درنه وكان ذاكر في كتابه اسم شيخ اخر من درنه توفي منذ 15 سنه فقط اي في1995 وكاتب رضي الله عنه . ليش يعني هو من الصحابه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
و لا تنس نصيبك من الدنيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اذا ضاقت بك الدنيا..
» كن في الدنيا كأنك غريب
» نسائم الايمان...انما الدنيا لأربع نفر
» الدنيا كالماء المالح كلما شربت منه ازددت عطشاً
» سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وسبب من أسباب دخول الجنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•·.·°¯`·.·•مـنـتـدى إيـرآســـآ درنـة •·.·°¯`·.·• :: •·.·°¯`·.·• آلمنتدى آلآسلآمي •·.·°¯`·.·• :: منتدى المقالات و الأبحاث الاسلامية-
انتقل الى: