إختلاف الآراء .. بين الود والإرتقاء والعداوة والإنحناء ..
إختلاف الآراء وتضادها يعد سنة من سنن الله في خلقه فمكا يقولون (( إلاختلاف سنة الحياة)) ولذلك تجد آراء كثير من الناس لا تتوحد في أمر ما بل تختلف وتتعاكس وكل يذهب إلى حيثما يجره عقله وفكره ورأيه .. وأحيانا قد نتعصب لآرائنا ونرفض النزول عنها او حتى النقاش فيها ويرجع ذلك لقناعتنا التامة بصحة ومصداقية رأينا عن غيره من الآراء التي تطرح حينها .. وبهذا يضل الخلاف قائم بيننا مابقيت لما هناك آراء وافكار .
ولإن الخلاف لابد منه في حياتنا فثمة أمور هامة نريد أن نعرف أين يكمن مواقعها أثناء خلافنا :
نحن نختلف ... ولكن .. أين موقع الود والعداوة في نفوسنا ؟
نعم نختلف .. ولكن هل خلافنا يؤدي إلى إرتقاء وسمو أم إلى إنحناء ودنو ؟
هذه القضايا نعيشها جميعا في شتى نواحي حياتنا ولكني سأتناولها هنا من شتى النواحي ..
يزخر منتداناالعربي الاسلامي بكوكبة من الكتاب والاقلام المبدعة والمتألقة .. ولذلك عند نقاش مسألة ما تجد الكثير من الآراء المختلفة والمتضادة وكل يعبر عن رأيه النابع من ملامسة ذلكم الحدث لوجدانه و مشاعره فلذلك تجد أن الخلاف يتجسد في آراءنا بكافة صوره واشكاله .
* شخصيا أنا ومن خلال مناقشتي لبعض المواضيع التي طرحت من قبل اصدقائي إختلفت كثيرا مع البعض وأتفق رأيي مع رأي بعضهم .. لكنني كنت اعلم أن خلافي مع من أخالفهم لا يعني (عدائي ) لهم ولايعني أن اتخذ من كل من خالفني الرأي عدوا .. كلا.. فللود في قلبي مكانا ومالاختلاف في الرأي إلاحق مشروع لكل من نخالفهم ويخالفوننا .
ولأن مبدأ (الخلاف العدائي) مطبق عند البعض مع الاسف إلا إنني أهيب بكم جميعا وأدعوكم إلى عدم تحويل الخلاف إلى عداء لانه ليس من المنطقي أنه بمجرد قول شخص ما رأيا مخالفا لرأيي وينعكس هذا على كل شيء .. فتجد هذا يترقب على مضض متى يكبو جواد صاحبه حتى يطلق العنان للسانه وقلمه ساخرا وشامتا وكل ذلك لانه مخالف له في الرأي .. وبهذا العمل الشنيع وبهذه الطريقة العقيمة تجد البعض يتخلى عن روح الحوار والنقاش الهادف وتموت في داخله رلبطة الود والألفة بل ويكسر القاعدة الشائعة والتي تقول ((الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية )) .
ولكم جميعا ان تفتشوا بدواخلكم وتنظروا بأي المكيالين تكيلون لمن يخالفكم الرأي .. هل بمكيال الود أم بمكيال العداوة ؟
إن كان بمكيال الود فبها ونعم .. وإن كان بمكيال العداوة فتبا لرأي من يخالفه يجني من بعده عداوة وهو مجرد رأي .
**وبقي علينا أن نعرف ماهو هدف خلافنا وإلى ماذا يقودنا هذا الخلاف ؟
هل يجرنا إلى النماء والرقاء والسمو والرفعة .... قد يكون ذلك ولكن ... ولكن متى ماكنا نناقش القضية لنحاول أن نجد لها حلا ... ومتى ماكنا نختلف ونتحاور لنرى ماذا تحتويه عقولنا من افكار وحلول ..نناقش القضايا لنها قضايانا ويجب أن نحاول حلها ولا ننتظر حلا من جهة اخرى .. نناقش قضايانا لانها حية في وجداننا ونحن الذين نعيشها واقعا حتميا فيجب أن نحلها نحن حتما ..
نختلف ونناقش قضايانا ونحن مستشعرين أهمية القضية التي نناقشها بل وكلنا أمل أن نجد لها حلا مناسبا .
إن إستطعنا أن نرسخ هذه الثوابت في نفوسنا وفي أفكارنا فما علينا إلا أن نبشر بحوار هادف وراقي ويحمل في طياته كل سمات السمو والنماء والحضارة .
** أما إذا فرطنا في قضايانا وتساهلنا بها وكان هدف كل واحد منا أن يكتب هراء دون ان ينتقي المعايير التي على ضوئها يقول رأيه .. ودون أن ندرك أهمية كلامنا بل واهمية القضية التي من اجلها نتكلم ونختلف .. ودون أن نكترث بقضايا نعيشها في واقعنا ...وإنما هدفنا هو أن نقول كلاما ورأيا وافق من وافق وخالف من خالف ..
هذا لتدارك الاراء الشنيعه المتداوله في مدينة درنه ومايحكا في خفايها , عجباً لا اجد الا مايحكي من شخص الى شخص اما هازئا او شاتما في اخيه , تاركين تدراك عقارب الساعه للمخيلتنا فأصبحنا عالم لا حياة له الا النفاق والخداع .....
هذه من مجمل القضايا الكبرى التي تهدد عالمنا العربي والاسلامي من العداوه والحقد والحسد والنميمه ...
لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ....